شهدت مدينة بيتح تيكفا شرق تل أبيب، الليلة الماضية، اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين خرجوا ضد سياسات الحكومة، في وقت شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن قتل قادة حركة حماس سيقود إلى إنهاء الحرب في غزة.
احتجاجات متواصلة وضغط شعبي
تظاهر مئات الإسرائيليين في عدة مدن مطالبين بإبرام صفقة تبادل تضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإنهاء العمليات العسكرية المستمرة. وفي حيفا، رفع المحتجون شعارات تتهم نتنياهو بتعريض مستقبل إسرائيل للخطر.
عائلات الأسرى الإسرائيليين عقدت مؤتمرها الأسبوعي في تل أبيب، حيث اتهمت نتنياهو بالسعي للتضحية بأبنائهم والجنود من أجل مكاسب سياسية، ووصفت سياسته بأنها "حرب أبدية" توسّع من دائرة الدمار وتزيد معاناة المدنيين.
وانتقدت العائلات القصف الإسرائيلي الذي استهدف قادة من حماس أثناء مفاوضات صفقة التبادل في الدوحة، معتبرة أنه "مقامرة" بحياة الأسرى. كما تظاهرت أمس السبت على طريق بيغين قرب مقر وزارة الدفاع، وجددت عبر صحيفة يديعوت أحرونوت مطالبتها للولايات المتحدة بالضغط على نتنياهو لإبرام اتفاق يضمن الإفراج عن الأسرى ووقف الحرب.
ابن الأسيرة المحررة عوديد ليفشيتز، عومري ليفشيتز، صرح بأن نتنياهو "يفجّر" كل محاولة للتوصل إلى اتفاق، مضيفاً أن استهداف الدوحة كان "نسفاً متعمداً للمفاوضات". فيما قالت عيناف تسنغاوكر، والدة الأسير ماتان تسنغاوكر، إن "الضغط الشعبي وحده قادر على إجبار نتنياهو على إنهاء المأساة"، متهمة إياه بإرسال الجنود إلى "كمائن الموت" للحفاظ على مستقبله السياسي.
معارضة متصاعدة
المعارضة الإسرائيلية تؤكد مراراً أن نتنياهو يرفض مقترحات التهدئة حفاظاً على موقعه السياسي، ويخضع لتيار اليمين المتطرف داخل حكومته، الذي يصر على استمرار الحرب.
وفي مطلع سبتمبر/أيلول، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة تحت مسمى "عربات جدعون 2" لاحتلال مدينة غزة، ما فجّر موجة احتجاجات داخل إسرائيل خوفاً على حياة الأسرى والجنود.
تشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود 48 أسيراً في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في حين يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10,800 فلسطيني، يعانون من التعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة، وفق تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
نتنياهو: "التخلص من قادة حماس"
في المقابل، صعّد نتنياهو خطابه مؤكداً أن القضاء على قادة حماس سيُسقط "العقبة الرئيسية" أمام إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى. وكتب عبر منصة إكس: "قادة حماس الذين يعيشون في قطر لا يهتمون بأهالي غزة، لقد عرقلوا كل محاولات وقف إطلاق النار لإطالة أمد الحرب".
وأضاف: "التخلص منهم سيقود إلى إنهاء الحرب والإفراج عن جميع رهائننا".
لكن حماس أكدت مراراً استعدادها لإطلاق الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء العدوان الإسرائيلي وانسحاب الجيش من غزة، إضافة إلى الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين. غير أن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يواصل المماطلة والتمسك باستمرار الحرب.