يعيش سكان قطاع غزة منذ سنوات في ظروف استثنائية نتيجة الحصار المستمر والعمليات العسكرية المتكررة، لكن الفترة الأخيرة شهدت تصاعداً حاداً في المخاطر المرتبطة بالحصول على الغذاء. تقرير ميديا بارت الفرنسي يكشف كيف تتحول الحاجة الأساسية للطعام إلى تهديد مباشر لحياة المدنيين، مع تسجيل حالات وفاة وإصابات أثناء محاولات الوصول إلى مراكز التوزيع، التي يفترض أن تكون متنفساً للغزيين، تتحول إلى مناطق عالية الخطورة، حيث يواجه السكان مخاطر إطلاق النار من دبابات وطائرات مسيرة، ما يفرض عليهم البحث عن الحماية والهروب بشكل مستمر.
التقرير يوضح أن مراكز توزيع المساعدات تفتح لفترات زمنية قصيرة وبشكل عشوائي، ما يضاعف المخاطر على المدنيين ويزيد الفوضى في المناطق التي تقع تحت نطاق العمليات العسكرية. كما يشير إلى أن السيطرة الإسرائيلية عليها، بالتعاون مع ما وصفته الميديا بارت بمنظمة أمريكية إسرائيلية، أدت إلى الحد من قدرة وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على إيصال المساعدات بشكل مستقل وفعال.
الوضع يزيد من معاناة السكان ويجعل أي وصول للغذاء محفوفًا بالخطر، في ظل تضارب المصالح الأمنية والسياسية مع الاحتياجات الإنسانية.
تحليل التقرير يشير إلى أن ما يحدث في غزة يمثل أزمة مزدوجة: الأول يتعلق بتوفير الغذاء والحماية للمدنيين، والثاني يرتبط بالسيطرة على المساعدات من قبل السلطات العسكرية، ما يعكس تداخل العوامل العسكرية والسياسية مع حياة السكان اليومية.
وتبرز الحاجة الملحة لتدخلات دولية عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية بطرق آمنة ومستقلة، بعيدًا عن التأثيرات السياسية والعسكرية، لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.