الجيش الإسرائيلي يتهيأ لشن عملية عسكرية واسعة تحت اسم "مركبات جدعون ب" في شمال قطاع غزة، وسط توقعات بعمليات برية مكثفة، حسب تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت، مئات ناقلات الجند المدرعة والدبابات والجرافات ستنتشر على حدود عسقلان لتبدأ فرق الجيش التحرك عبر الحزام الأمني الجديد باتجاه مواقع حماس.
القيادة العسكرية شددت على تقدم القوات بحذر لتجنب الفخاخ والأنفاق، مع التأكيد على سلامة الجنود قبل السرعة رئيس الأركان اللواء ايال زامير أصدر تعليمات دقيقة للقادة لضمان تحقيق أهداف العملية دون خسائر كبيرة.
الجيش أعرب عن قلقه من تردد المستوى السياسي، خصوصا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع تسليئيل سموتريتش، في اتخاذ قرار واضح حول إدارة القطاع بعد انتهاء العمليات، التأجيل السياسي قد يؤدي إلى تكرار الهجمات دون تحقيق نتائج حاسمة، مع احتمال استعادة حماس لقوتها تدريجياً، بحسب تقرير يديعوت أحرونوت. الخيارات العسكرية تشمل إدارة كاملة للقطاع، أو إدارة إقليمية دولية، أو تسليم أجزاء للسلطة الفلسطينية بعد تطهيرها من العناصر المسلحة، وكل خيار يحتاج قرارا سياسيا حاسما وموافقة داخلية وخارجية.
الجنود تدربوا في قاعدة تساليم على تدمير المباني دون الدخول، والتحرك بين الأنقاض، ومواجهة مسلحي حماس في ظروف شبه مكشوفة، كما شمل التدريب محاكاة الفخاخ والأنفاق لتقليل الخسائر وزيادة فعالية الهجوم. جيـل الـ18 من المجندين يشارك في العملية، مع تعبئة احتياطية تزيد الصفوف بنسبة 105-110 بالمئة لضمان قوة كافية لمواجهة التحديات المتوقعة.
يزعمون ان تستمر العملية حتى نهاية العام، بهدف هزيمة لواء مدينة غزة التابع لحماس والوصول إلى البنى العسكرية تحت الأرض وتسوية المباني لمنع إعادة بناء الأنفاق.
رغم ذلك، أي جدول زمني يبقى غير مؤكد بعد تجارب سابقة لم تحقق أهداف سريعة على الأرض، بحسب الصحيفة. المقاتلون الشباب لديهم حافز عالي للمشاركة في العملية، ويعتمد نجاحها على قدرة القادة التكتيكيين على اتخاذ القرارات السريعة والحفاظ على اليقظة أثناء التقدم، وتأمين الجنود والجرافات في المناطق المكشوفة.
الصحفيون سيغطون مناطق التجمع قبل بدء العمليات مع الالتزام بالرقابة العسكرية لإظهار حجم القوة العسكرية والتأثير على الرأي العام وحماس.
يرى خبراء رغم استعداد تل أبيب إلا أن هنالك مخاطر محتملة لجيش الاحتلال:
1. خسائر بشرية كبيرة
رغم التدريب المكثف على التحرك بين الأنقاض ومواجهة الأنفاق والفخاخ، يبقى الجنود عرضة لهجمات المباغتة من مقاتلي حماس في مناطق حضرية مكتظة.
وجود الجيل الجديد من المجندين قد يزيد من احتمالية الأخطاء التكتيكية أو فقدان الانضباط في المواجهات المباشرة.
2. فشل تحقيق أهداف سريعة
العمليات البرية السابقة أظهرت صعوبة هزيمة لواء غزة بشكل كامل أو تدمير البنى التحتية تحت الأرض بسرعة.
الأنفاق المعقدة والفخاخ تجعل من الصعب السيطرة على جميع المواقع العسكرية دون مواجهات طويلة ومكلفة.
3. تأثير القرار السياسي غير الحاسم
التردد السياسي لرئيس الوزراء ووزير الدفاع قد يؤدي إلى تعطيل تقدم القوات أو تكرار الهجمات دون نتيجة نهائية.
أي فراغ إداري بعد انتهاء العمليات يمكن أن يسمح لحماس بإعادة تجميع نفسها تدريجياً.
4. ضغط دولي ورأي عام سلبي
نشر الصحفيين والرقابة العسكرية قد يكشف حجم القوة ويؤثر على الرأي العام، ما يزيد من التحديات الدبلوماسية والسياسية.