في مؤشر جديد على تصاعد العزلة الدولية لاسرائيل، اعلن الاتحاد الاوروبي بقيادة المفوضة اورسولا فون دير لاين عن نوايا تطبيق اجراءات مقاطعة تجارية وعقوبات ضد وزراء اسرائيليين متطرفين. المقترح يشمل تعليقاً جزئياً لاتفاق الارتباط التجاري بين الاتحاد واسرائيل، وهو الاتفاق الذي يشكل نحو ثلث صادرات اسرائيل، والتي بلغت 16.9 مليار دولار في 2024، مقابل واردات بقيمة 24.8 مليار دولار.
ابعاد المقاطعة:
المقاطعات الدولية ضد اسرائيل امتدت لتشمل مجموعة واسعة من المجالات:
_الثقافة والرياضة: مهرجانات موسيقية، مؤتمرات طبية، واتحادات رياضية الغت الدعوات او رفضت المشاركة الاسرائيلية.
_الاقتصاد والاستثمار: صناديق ثروة نرويجية وشركات امريكية تراجعت عن دعم مشاريع مرتبطة باسرائيل، وشركات غذائية رفضت شراء منتجات اسرائيلية.
_البنية التحتية والخدمات: احتجاجات لعاملين في الموانئ رفضوا تحميل سفن اسرائيلية، وحظر بيع السلاح، وتغيير العلامات التجارية لإزالة الهوية الاسرائيلية او الحد من ابرازها.
الابعاد السياسية والدبلوماسية:
تاتي المقاطعات في سياق دولي واضح يضع اسرائيل تحت ضغط متزايد، ويشير الى فقدان شرعيتها الدولية تدريجياً. حتى اصدقاؤها التقليديون يشعرون بعدم الارتياح تجاه سياساتها في غزة. اسرائيل تواجه اليوم موقفاً دبلوماسياً صعباً: الرسالة الدولية واضحة بان استمرار الاعمال العسكرية سيزيد من العزلة، وان الحلول السياسية لم تعد خياراً ثانوياً بل ضرورة عاجلة.
انعكاسات اقتصادية محتملة:
اعلان الاتحاد الاوروبي عن الخطوات المقترحة يمثل ضربة اقتصادية محتملة، خصوصاً ان اوروبا تستورد نحو ثلث صادرات اسرائيل. اي تعليق جزئي للاتفاق التجاري سيؤثر على ميزان التجارة، وقد يدفع شركات اسرائيلية الى اعادة النظر في اسواقها وخططها الاستثمارية الدولية.
التحديات الداخلية في الداخل الاسرائيلي، يحاول البعض تفسير المقاطعات على انها معاداة للسامية، متجاهلين ان الهدف الاساسي هو سياسة الحكومة وليس الشعب اليهودي. هذا الانقسام بين الرؤية الداخلية والخارجية يعقد قدرة اسرائيل على مواجهة الازمة، ويزيد من مخاطر التهميش على الساحة الدولية.
المقاطعة الاوروبية وموجة الانسحاب الدولي من التعاون مع اسرائيل تمثل اولى علامات انعكاس سياسي واقتصادي واسع النطاق. اذا استمرت اسرائيل في سياساتها الحالية، فان العزلة قد تتحول من حالة مؤقتة الى واقع دائم، يهدد قدرتها على الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية الاساسية.