إسرائيل تفتح بوابة الدم.. اجتياح بري شامل لغزة وسط نزوح بلا أمان
بعد نحو عامين من القصف المتواصل والحصار الخانق، تستعد إسرائيل لفتح أخطر فصول الحرب عبر اجتياح بري كامل لمدينة غزة، وسط نزوح جماعي لعشرات الآلاف من السكان، وتحذيرات دولية من انهيار إنساني شامل. القرار الذي يناقشه "الكابينت" اليوم لا يحمل فقط تداعيات عسكرية، بل ينذر بانفجار سياسي وإنساني قد يتجاوز حدود القطاع.
اجتياح على خط النار
هيئة البث الإسرائيلية نقلت صباح الجمعة أن الجيش يستعد لبدء عملية برية تغطي كامل مدينة غزة. التحرك يوازي قرارًا سياسيًا يجري بحثه في مجلس الوزراء الأمني المصغر، حيث يدرس الوزراء خيار "مواصلة احتلال غزة" كأمر واقع، بعد فشل الضربات الجوية في حسم المواجهة.
على الأرض، تتحدث مصادر ميدانية عن تعزيزات ضخمة، مع حشد ألوية مدرعة وقوات مشاة على مشارف المدينة، في مؤشر على عملية واسعة النطاق.
نزوح بلا أمان
منذ ثلاثة أيام، يعيش سكان غزة موجة نزوح كثيفة باتجاه الجنوب، بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء. لكن المفارقة أن "المخيمات الآمنة" التي حددتها تل أبيب في منطقة المواصي تحولت إلى نقاط مكتظة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
الأونروا شددت في بيانها أن "لا مكان آمنًا في غزة"، مؤكدة أن المدنيين يواجهون ظروفًا قاسية وانعدامًا متصاعدًا في الأمن الغذائي، فيما يتواصل الحصار الخانق على دخول المساعدات.
من الحصار إلى الاجتياح
تاريخيًا، تردد إسرائيل في خوض حرب شوارع داخل غزة كان قائمًا بسبب خسائرها البشرية في 2014 و2021. لكن التحولات الأخيرة – تصاعد نفوذ اليمين المتطرف في الحكومة، الضغوط الداخلية بعد العمليات في الشمال، وانسداد أفق التفاوض – دفعت نتنياهو نحو قرار يعتبره خصومه "مقامرة وجودية".
بالمقابل، يرى محللون أن أي اجتياح سيحوّل غزة إلى "فخ دموي"، إذ تواجه القوات الإسرائيلية حركة مقاومة منظمة، وأنفاق واسعة، وخطوط إمداد صعبة، ما يجعل النصر العسكري بعيدًا عن متناول اليد.
الاجتياح المرتقب يضع غزة على حافة مأساة إنسانية غير مسبوقة، فيما يجرّ إسرائيل إلى مستنقع عسكري وسياسي قد يتجاوز كلفته حدود القطاع. ومع تزايد دعوات الأمم المتحدة لوقف فوري لإطلاق النار، يبقى السؤال: هل تمضي إسرائيل في خيار "الأرض المحروقة"، أم أن الضغوط الدولية ستكبح اندفاعتها قبل الانفجار الأكبر؟
