حل الدولتين في نيويورك… هل يغير موازين النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.11 - 11:58
Facebook Share
طباعة

تتجه أنظار المجتمع الدولي إلى نيويورك هذا الأسبوع مع عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاً استثنائياً للمصادقة على مشروع قرار تقدمه فرنسا والسعودية، بدعم من عشرات الدول، لتثبيت حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة. المبادرة تأتي في ظل استمرار التوترات الميدانية في غزة والضفة الغربية، وتصاعد الخطاب السياسي المعارض لأي اعتراف فلسطيني دولي من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.

يُنظر إلى القمة على أنها محاولة لتجاوز الجمود المستمر.

خلفيات النزاع والتحديات الميدانية:

المبادرة الفرنسية السعودية تأتي في سياق صراع طويل مستمر منذ أكثر من سبعة عقود ففي غزة، يواجه السكان المدنيون أزمات إنسانية متكررة نتيجة الحروب المتقطعة والقيود المفروضة على حركة المدنيين والبضائع. وفي الضفة الغربية، تتزايد محاولات ضم الأراضي الفلسطينية والتوسع الاستيطاني، ما يخلق توترات سياسية وقانونية، باريس تدرك وجود فجوة كبيرة بين أهداف القمة والواقع على الأرض، حيث تبقى العمليات العسكرية الإسرائيلية نشطة، في حين يعاني الفلسطينيون من ضعف المؤسسات السياسية وعدم وجود آليات واضحة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.

الضغوط الدولية والإقليمية:

يواجه المقترح تحديات ملموسة من واشنطن وتل أبيب الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا دبلوماسية على الدول المشاركة لمنع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرة أي خطوة من هذا النوع بمثابة منح مكاسب سياسية لحركة حماس. أما إسرائيل، فتلوّح باتخاذ إجراءات اقتصادية وسياسية ضد الدول التي تعترف بفلسطين، وتواصل التصعيد العسكري لضمان التأثير على الواقع الميداني، التوتر بين القوى الدولية يضعف بعض جهود الوساطة لكنه يزيد من أهمية الدور الأوروبي والعربي في الضغط السياسي لتثبيت المبادرة.


خطة القمة وأهدافها:

المشروع يتضمن «خريطة طريق» وضعتها ثماني مجموعات عمل على مدى ستة أشهر، وتطرحها القمة للتصويت. وتشمل الخطة:

_وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المدنيين والعسكريين.

_إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان، وتقديم دعم لإعادة الإعمار.

_تحديد أطر سياسية لإدارة قطاع غزة بعد النزاع، مع ضمان عدم مشاركة حماس في الحكومة الفلسطينية المستقبلية.
ـ إنشاء هيئة دولية لمراقبة الاستقرار وضمان تطبيق الاتفاقيات.
من المتوقع أن يحظى المشروع بأغلبية ساحقة عند التصويت، ما سيحوّله إلى وثيقة رسمية للأمم المتحدة، ويمنحه قاعدة قانونية وسياسية قوية.


الدعم الدولي والديناميكية السياسية:

تتمتع المبادرة بدعم واسع من دول مجموعة السبع، وعدد من الدول الغربية مثل كندا، البرتغال، بلجيكا، أستراليا، ولوكسمبورغ، إضافة إلى اهتمام من دول آسيوية منها اليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وسنغافورة، الدعم يعكس ديناميكية سياسية قد تعزز فرص نجاح المبادرة، ويظهر رغبة الدول في التوصل إلى حل يحقق الاستقرار للمنطقة ويخفض من حدّة التصعيد العسكري.

السيناريوهات المحتملة:

1. نجاح المشروع: حصول أغلبية الدول على التصويت، واعتماد خريطة الطريق، مع التزام الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، ما يؤدي إلى تهدئة مؤقتة وتحريك مسار السلام.
2. فشل جزئي: رفض بعض الدول أو معارضة واشنطن وتل أبيب، ما يحد من فاعلية المبادرة ويترك الوضع على حاله، مع استمرار الضغوط الإقليمية والدولية.
3. تصعيد غير متوقع: قد يؤدي رد الفعل الإسرائيلي على اعتراف بعض الدول بالدولة الفلسطينية إلى زيادة العمليات العسكرية في غزة أو الضفة الغربية، ما يعقّد مسار السلام.

 

على الرغم من التحديات، تمثل المبادرة الفرنسية السعودية فرصة مهمة لكسر الجمود في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. نجاح القمة سيشكل نقطة تحول في السياسة الدولية تجاه فلسطين، ويعيد خريطة القوى السياسية والإقليمية إلى مسار أكثر وضوحًا.
ورغم أن الطريق نحو السلام طويل ومعقد، فإنها سوف توفر إطارًا عمليًا لمعالجة القضايا الإنسانية والأمنية والسياسية في آن واحد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2