لماذا طرحت المعارضة خطة ليبرمان الآن؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.11 - 10:50
Facebook Share
طباعة

تسعى أحزاب المعارضة الإسرائيلية لتشكيل حكومة بديلة عن نتنياهو إذا حصلت على 63 مقعداً في الكنيست، بما يتيح لها تقديم برنامج متكامل يركز على القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية ويعيد ترتيب الأولويات الوطنية. الوثيقة التي أعدها حزب "إسرائيل بيتنا" تمثل محاولة لتوحيد المعارضة الصهيونية، مع تركيز على الأمن الداخلي وإصلاح المؤسسات الأساسية للدولة.

تفاصيل الوثيقة: المبادئ الأساسية:
كشفت صحيفة معاريف عن الوثيقة التي صاغها رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، بعنوان "خطوط أساس لتشكيل حكومة وطنية صهيونية وليبرالية". الوثيقة تضمنت:

لجنة تحقيق 7 أكتوبر: لجنة وطنية بصلاحيات واسعة لمراجعة القرارات السياسية والعسكرية ومحاسبة المسؤولين عن الإخفاقات.

قانون التجنيد الإلزامي: يشمل جميع المواطنين عند بلوغهم 18 عاماً، بما في ذلك الحريديم، مع فرض عقوبات على المتخلفين لضمان المساواة في تحمل المسؤولية الوطنية.

سياسات غزة: إبقاء السيطرة الأمنية دون احتلال مباشر، تحرير الأسرى، وتنظيم العمل العسكري بالتنسيق مع جهات دولية.

الضفة الغربية: تعزيز الاستقرار الأمني والاقتصادي بالتنسيق مع الأردن، مع الحفاظ على الوضع القائم.

الإصلاحات الاقتصادية: تقليص البيروقراطية، تفكيك الاحتكارات، وتعزيز المنافسة لخفض تكاليف المعيشة وتحقيق نمو مستدام.

التعليم: إلزام جميع المؤسسات بتدريس المواد الأساسية، ووقف التمويل عن المدارس غير الملتزمة.

الأمن الشخصي: إنشاء مقر وطني لمكافحة الجريمة، محاكم متخصصة، ووسائل استثنائية لضمان سلامة المواطنين.

الدين والدولة: منصب حاخام رئيسي واحد، إقرار الزواج المدني، والسماح بتسيير المواصلات العامة يوم السبت.

الهجرة والاستيعاب: لجنة وزارية لتعزيز الهجرة اليهودية وتحسين اندماج المهاجرين.

الأهداف السياسية: توحيد المعارضة وتجنب التشتت

الوثيقة تهدف إلى توحيد أحزاب المعارضة ضمن كتلة صهيونية قوية، لتجنب تشتت الأصوات الذي ساعد حكومة نتنياهو على البقاء، المبادئ المطروحة تمثل برنامجاً واضحًا للناخبين، يجمع بين الأمن الداخلي، الإصلاح الاقتصادي، وتطوير المؤسسات التعليمية والقانونية، مع التركيز على إعادة ترتيب الأولويات بعد أحداث 7 أكتوبر والحرب متعددة الجبهات وفق ماذكرت الصحيفة.

التحديات الداخلية: مواجهة نتنياهو والواقع السياسي:

تواجه المعارضة تحديات كبيرة، أبرزها استمرار حكومة نتنياهو، الأزمات القانونية المتعلقة به، وارتباطه بالقضايا الدولية أي حكومة بديلة ستحتاج إلى تحالف واسع وضمان استقرار سياسي، مع قدرة على إدارة الملفات الأمنية الحساسة في غزة والضفة الغربية.

الأبعاد الإقليمية والدولية:

الوثيقة تعكس موقفاً صهيونياً واضحاً تجاه غزة، في وقت تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دولية واسعة بسبب العمليات العسكرية منذ 7 أكتوبر، التي أسفرت عن سقوط عشرات آلاف القتلى الفلسطينيين ونزوح مئات آلاف السكان.
المبادئ الأمنية المقترحة تتضمن تنسيقاً مع واشنطن وإجراءات لضمان السيطرة على الأوضاع دون تصعيد إضافي، في محاولة لإظهار بديل عملي ومستقر على المستوى الدولي.

الأزمة الإنسانية في غزة:

تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023 تفاقم الأزمة الإنسانية، مع سقوط 64 ألف قتيل فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، و163 ألف مصاب، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أدت إلى وفاة 411 شخصًا، بينهم 142 طفلًا. الوثيقة تتعامل مع غزة عبر استراتيجيات أمنية صارمة، لكنها لا تقدم حلولًا مباشرة للأزمة الإنسانية، مما يضع الحكومة البديلة أمام اختبار صعب إذا تولت المسؤولية.

فرص وتحديات الحكومة البديلة

الوثيقة محاولة لتقديم بديل عملي للناخبين، مع تركيز على الأمن والسياسة الداخلية وإصلاح المؤسسات، لكنها تواجه واقعاً معقداً، يشمل استمرار نتنياهو، القضايا القانونية الدولية، والأزمة الإنسانية في غزة.
قدرة المعارضة على تحويل هذه المبادئ إلى حكومة مستقرة ستعتمد على قدرتها على توحيد الأحزاب، إدارة الملفات الأمنية، وإقناع الناخبين بأن البديل يقدم حلولًا عملية ومستدامة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 6