هل ينجح المجتمع الدولي في إجبار إسرائيل على التراجع؟

أوروبا تحاصر إسرائيل والضغط الدولي يتصاعد

2025.09.11 - 04:54
Facebook Share
طباعة

في تصعيد دولي غير مسبوق، أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم الخميس أنها تعمل على حزمة عقوبات صارمة ضد إسرائيل بسبب الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، في خطوة تعكس الغضب الأوروبي المتصاعد من العمليات العسكرية الإسرائيلية، والتي يصفها المسؤولون الأوروبيون بأنها مجاعة مفتعلة يستخدمها الاحتلال كسلاح حرب.

وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية:
"لقد حذرنا إسرائيل مرارًا أن الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر هكذا، لكن الدبلوماسية لم تكن كافية، وآن الأوان لتحرك ملموس لإيقاف الكارثة".

 

وأضاف أن الإجراءات المقترحة قد تشمل عقوبات ضد الوزراء الإسرائيليين المتطرفين وتقييد العلاقات التجارية مع الدولة العبرية، في تحرك يضع تل أبيب تحت ضغط سياسي واقتصادي غير مسبوق.

 

البرلمان الأوروبي يدين العمليات العشوائية

وفي خطوة موازية، تبنى البرلمان الأوروبي قرارًا شديد اللهجة، مؤكداً أن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لا يبرر قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية في غزة.

ودعا القرار الأوروبي المفوضية والمجلس الأوروبي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لدعم حل الدولتين قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في مؤشر إلى أن المجتمع الدولي بدأ يترجم الغضب إلى ضغط عملي على إسرائيل.

 

دعم سعودي-فرنسي لاستئناف حل الدولتين

على صعيد التسوية السياسية، أعلنت الأمم المتحدة اعتماد مقرّر شفوياً باسم السعودية وفرنسا لاستئناف أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، بما يعزز جهود استعادة مسار حل الدولتين وإيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.

وكانت الرياض وباريس قد ترأستا مؤتمر "حل الدولتين" في يونيو الماضي، حيث حظي بتوافق عالمي واسع على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.

وفي يوليو الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف بلاده بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو تحرك تبعته عشرات الدول الغربية، في مؤشر واضح على تصاعد العزلة الدولية لإسرائيل.

 


نزوح جماعي وفوضى إنسانية

على الأرض، نزح مئات الفلسطينيين من مدينة غزة نحو الجنوب استجابةً لطلبات إسرائيلية بالإخلاء، وسط تدهور شديد للبنية التحتية والخدمات الأساسية.

النازحون يعانون من نقص الغذاء والماء والكهرباء، فيما تحذر الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية قد يؤدي إلى مجاعة جماعية وانهيار كامل للقطاع الصحي والتعليمي.


عزلة إسرائيل تتعمق وضغوط دولية متصاعدة

تتصاعد التحركات الأوروبية، واعتماد البرلمان الأوروبي قرارًا صارمًا، واعتماد الأمم المتحدة لمقرّر سعودي-فرنسي، ما يعكس استياءً دوليًا حادًا من السياسات الإسرائيلية في غزة.

العقوبات والضغوط الدبلوماسية تهدف إلى إجبار إسرائيل على التوقف عن استخدام المجاعة كسلاح حرب، وحماية المدنيين الفلسطينيين، مع تعزيز مسار حل الدولتين كخيار وحيد لإنهاء الصراع طويل الأمد.

وتظهر التطورات الأخيرة أن إسرائيل قد تكون على أبواب عزلة دولية غير مسبوقة، قد تؤثر على سياستها الداخلية والخارجية، وسط حالة من الغضب العالمي المتصاعد تجاه عملياتها العسكرية العشوائية في غزة.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3