تركيا ترد على إسرائيل: لا قواعد تركية في سوريا واستراتيجية دفاعية جديدة

2025.09.11 - 04:46
Facebook Share
طباعة

كذّبت وزارة الدفاع التركية التقارير التي تحدثت عن استهداف إسرائيل لعتاد تركي متمركز في حمص السورية، مؤكدة أن المعلومات حول شن غارات على المعدات التركية «كاذبة» وأن الوضع على الأرض لم يشهد أي تغيير يذكر في مواقع القوات التركية شمال سوريا.

وكانت وسائل إعلام نقلت عن مصدر إسرائيلي أن غارة شنتها إسرائيل استهدفت معدات تركية حديثة نقلت إلى حمص، متهمة تركيا بمحاولة استفزاز تل أبيب وجرها إلى مواجهة عسكرية، وهو ما نفتّه أنقرة بشكل قاطع.

قصف متكرر للأراضي السورية

شهدت الأشهر الماضية سلسلة من الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية سورية، بينها مطار حماه العسكري وقاعدة «تي 4» في تدمر شرق حمص، وسط تقارير أفادت بمحاولات تركية لتحويل هذه المواقع إلى قواعد مؤقتة لدعم الجيش السوري، ما أثار مخاوف إسرائيلية من تعزيز النفوذ التركي في المنطقة.

وأكدت الوزارة التركية أن القوات المسلحة التركية تمارس أنشطتها في سوريا وفق القانون الدولي وحق الدفاع عن النفس، محذرة من التضليل الإعلامي و«الطابور الخامس» الذي يروج لمعلومات مغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

التعاون العسكري التركي السوري

شهدت الفترة الأخيرة توقيع مذكرة تفاهم بين وزيري الدفاع التركي والسوري، يشار غولر ومرهف أبو قصرة، تشمل التدريب العسكري، الاستشارات، وتزويد الجيش السوري بالأسلحة والمعدات اللازمة.

وقال المسؤول العسكري التركي إن مذكرة التفاهم أسهمت في تعزيز قدرات الجيش السوري، مشيراً إلى أن أنشطة التدريب والدعم الفني والتنسيق المشترك تهدف إلى إعادة هيكلة القوات السورية ودعم جهود إعادة الاستقرار والأمن، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، خصوصاً عناصر تنظيم «داعش».

 

جاءت التصريحات التركية بعد تصاعد التوترات الإسرائيلية في المنطقة، خصوصاً عقب استهداف قيادات «حماس» في الدوحة، ما أثار قلق أنقرة من احتمال أن تصبح تركيا هدفاً لاحقاً بسبب علاقتها القوية بحركة «حماس».

وأشار المحلل السياسي التركي مراد يتكين إلى أن أنقرة تسرّع مشروعاتها الدفاعية، مثل تطوير منظومة «القبة الفولاذية» والطائرات دون طيار، كإجراء وقائي ضد أي تهور إسرائيلي محتمل، مؤكداً أن مواقف تل أبيب تجاه سوريا قد تؤثر سلباً على الجهود التركية لإيجاد حل سياسي للقضية الكردية.

 

تركيا تسعى للحفاظ على توازن دقيق بين تعزيز قدرات الجيش السوري وحماية أمنها القومي، مع تفادي أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل. في الوقت نفسه، يبقى التعاون العسكري التركي السوري خطوة استراتيجية لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وسط بيئة محفوفة بالتوترات والتحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5