غارة إسرائيل على الدوحة تفجر أزمة ثلاثية: قطر تعيد حساباتها وترامب يوبّخ نتنياهو

2025.09.11 - 01:30
Facebook Share
طباعة

كشفت منصة أكسيوس الأمريكية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم تكرار أي هجوم جديد على قطر، وذلك عقب الضربة الجوية التي استهدفت قادة من حركة "حماس" في الدوحة. الغارة التي نفذتها إسرائيل دون التشاور مع البيت الأبيض أثارت استياءً غير مسبوق داخل الإدارة الأمريكية وأربكت علاقاتها مع حليف استراتيجي مثل قطر.

واشنطن غاضبة: تهديد للشراكة الأمنية

بحسب التسريبات، فإن الغارة لم تُعتبر مجرد تجاوز سياسي، بل ضربة مباشرة للمصالح الأمريكية في المنطقة. رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أبلغ إدارة ترامب أن بلاده ستعيد تقييم شراكتها الأمنية مع واشنطن بعد ما وصفه بـ"خيانة مزدوجة" من إسرائيل والولايات المتحدة. مصادر مطلعة أشارت إلى أن الدوحة بدأت فعلياً مناقشة خيارات بديلة لشركاء دوليين يمكنهم ضمان أمنها.

نتنياهو يتحدى التحذيرات الأمريكية

في المقابل، رفض نتنياهو الاعتذار أو التراجع، بل ألمح إلى إمكانية تنفيذ هجوم ثانٍ على قطر إذا واصلت استضافة قادة "حماس". وفي خطاب مصوَّر، قال بحدة:
"إلى قطر وكل دولة تأوي إرهابيين: إما أن تطردوهم أو تحاكموهم، وإذا لم تفعلوا، فسنتصرف نحن."
تصريحاته أثارت مزيداً من الغضب، خاصة وأن قطر كانت في وقت سابق شريكاً أساسياً في الوساطة بين إسرائيل وحماس، بل وسهّلت لسنوات وصول الأموال إلى غزة بترتيب مع حكومة نتنياهو نفسها.

اتصالات مكثفة وضغوط دبلوماسية

مصادر أمريكية كشفت أن ترامب أجرى مكالمتين متتاليتين مع نتنياهو، أعرب في الأولى عن "خيبة أمل وحيرة من الهدف الاستراتيجي للهجوم"، مؤكداً: "هذا غير مقبول. أطالبك بعدم تكراره."
أما المكالمة الثانية فجاءت بعد أن لمس غضباً قطرياً عارماً، حيث نقل لأمير قطر ورئيس وزرائه تطمينات بأن واشنطن ستراجع الموقف.

ردود فعل قطرية وإقليمية

رئيس الوزراء القطري وصف الغارة بأنها "إرهاب دولة"، داعياً إلى محاسبة إسرائيل على خرقها للقانون الدولي. وأكد أن بلاده بدأت مشاورات مع شركاء إقليميين ودوليين لصياغة رد جماعي على الهجوم.

صدمة في واشنطن وانتقادات دولية

مستشارون في البيت الأبيض وصفوا الضربة بأنها "متهورة وغير محسوبة"، محذرين من أنها تعرّض مصالح الولايات المتحدة للخطر، خصوصاً أن قطر تُعتبر قاعدة رئيسية للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
دول أوروبية وعربية عدة سارعت لإدانة الهجوم الإسرائيلي، فيما أكدت حركة "حماس" أن العملية فشلت في تحقيق أهدافها لأن قادتها الكبار نجوا من الغارة.

 

الغارة الإسرائيلية على قطر فجرت واحدة من أعنف الأزمات في مثلث العلاقات بين واشنطن وتل أبيب والدوحة. وبينما يلوّح نتنياهو بالمزيد من العمليات العسكرية، تصعّد قطر لهجتها وتعيد تقييم تحالفاتها، ما يضع إدارة ترامب أمام اختبار دبلوماسي وأمني شديد التعقيد، في لحظة إقليمية بالغة الحساسية.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4