مصرع شاب بعد اعتقاله بدمشق: الداخلية توقف عناصر دورية

رزان الحاج

2025.09.11 - 11:21
Facebook Share
طباعة

 أثارت وفاة المواطن السوري عطا صالح الفياض (من أبناء الجولان) جدلاً واسعاً في دمشق، بعد نحو ساعتين من اعتقاله على خلفية شجار وقع بين ابنه وطفل آخر له صلة قرابة مع أحد عناصر الأمن العام، في منطقة مساكن برزة بالعاصمة.


وزارة الداخلية السورية أعلنت، في بيان رسمي أمس الأربعاء، توقيف جميع عناصر الدورية الأمنية التي قامت باعتقال الفياض، مؤكدة أنها تتابع مجريات القضية منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادثة، وأنها لن تتهاون في محاسبة أي تجاوز أو مخالف للتعليمات الرسمية.


وأوضحت الوزارة أن التحقيقات الأولية أظهرت أن عنصرين من الدورية قاما بضرب الشاب الفياض أثناء اعتقاله، مؤكدة أن هذين العنصرين سيحالان إلى القضاء مباشرة بعد اكتمال التحقيقات وصدور التقرير الطبي من الطبابة الشرعية. وأكد البيان على التزام الوزارة الكامل بالشفافية والعدالة في معالجة القضية.


تفاصيل الحادثة

بحسب المعلومات الأولية، فقد جرى اعتقال عطا الفياض بالقرب من جامع عبد الله بن عباس في مساكن برزة، بعد شجار محدود بين ابنه وطفل آخر مرتبط بعلاقة قرابة مع أحد عناصر الأمن. ووفق رواية شقيق الضحية، المحامي محمد صالح الفياض، فقد أبلغت الدورية العائلة بعد ساعتين أن عطا توفي نتيجة سكتة قلبية مفاجئة، ما أثار غضب الأهل والمجتمع المحلي مطالبين بفتح تحقيق رسمي وشفاف.


المحامي محمد الفياض ناشد، في تسجيل مصور، رئيس الجمهورية ووزير الداخلية للكشف عن ملابسات وفاة شقيقه، مؤكدًا أن العائلة لا تقبل بالقول بأن الوفاة طبيعية دون تقديم تقرير رسمي من الطبابة الشرعية يوضح السبب الحقيقي للوفاة.


ردود فعل وتطورات قضائية
تصريح وزارة الداخلية بتوقيف عناصر الدورية شكل خطوة رسمية مهمة، إذ اعتبره مراقبون بداية لمساءلة مسؤولة ومحاسبة واضحة للأمنيين المتورطين. يأتي ذلك ضمن سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى استعادة الثقة بين المواطنين والأجهزة الأمنية بعد حوادث مشابهة في العاصمة، أثارت استياءً واسعاً بين الأهالي.


المصادر الرسمية أشارت إلى أن التحقيقات ستستند إلى الطبابة الشرعية وتقارير المستشفى، كما سيتم الاستماع إلى الشهود والمشاركين في المشاجرة، بهدف تحديد المسؤولية بدقة وتقديم المخالفين إلى القضاء. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من سياسة الوزارة لتأكيد التزامها بمعايير حقوق الإنسان والقوانين المرعية في سوريا، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.


أبعاد الحادثة وتأثيرها
تثير وفاة عطا الفياض مخاوف حول طريقة تعامل الأجهزة الأمنية مع المواطنين، خصوصًا في حالات النزاعات البسيطة التي يمكن حلها دون استخدام القوة. ولفت مراقبون إلى أن مثل هذه الأحداث تساهم في تراجع ثقة المواطنين بالقوى الأمنية، وتزيد من الحاجة إلى تدريب وتأهيل عناصر الدورية لمهارات ضبط النفس وإدارة النزاعات بشكل سلمي.


كما تشير هذه الحادثة إلى أهمية تعزيز آليات الرقابة والمساءلة على عمل الأجهزة الأمنية، ووضع بروتوكولات واضحة للتعامل مع الاعتقالات المفاجئة، بما يضمن حماية حقوق المواطنين ويمنع أي تجاوزات أو إساءة استخدام للصلاحيات.


مع استمرار التحقيقات، ينتظر المجتمع السوري نتائج التحقيقات الرسمية والتقارير الطبية، التي ستوضح أسباب وفاة عطا الفياض بشكل دقيق، وستحدد مسؤولية كل طرف متورط، فيما يتابع الأهالي بقلق أي تطورات في القضية، مطالبين بالعدالة والشفافية الكاملة في الإجراءات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10