أعلنت وزارة الدفاع السورية، الخميس 11 أيلول، مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين نتيجة قصف نفذته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) استهدف عدة قرى في ريف حلب الشرقي.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلاً عن إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع، أن “قسد” شنت حملة قصف من مواقعها في مطار الجراح العسكري ومحيط مدينة مسكنة، مستهدفة منازل الأهالي في قرى الكيارية ورسم الأحمر وحبوبة كبير. وأكدت الوزارة أن قوات الجيش السوري المنتشرة في المنطقة ردت على مصادر النيران، مشيرةً إلى اتخاذ إجراءات لتعزيز حماية المدنيين وتأمين القرى المتضررة.
وفي المقابل، أكدت “قسد” عبر صفحتها على “فيسبوك” أن قواتها تصدت لمحاولات التسلل والقصف المدفعي التي نفذتها ما وصفته بـ”مجموعات منفلتة” تابعة للحكومة السورية في منطقة دير حافر، موضحة أن محاولات الهجوم قد “أُفشلت بشكل كامل”، وأن المسؤولية تقع على الطرف الذي بادر بالتصعيد، مهددة بالرد الحازم على أي هجوم مستقبلي.
وقد نقلت قناة “الإخبارية السورية” الرسمية، مساء الثلاثاء، عن مصادرها أن “قسد” استهدفت منازل الأهالي في قرية الكيارية بقذائف الهاون، وأطلقت براجمات صواريخ على قرية رسم الأحمر، في مؤشر على تصاعد التوتر المتبادل بين الطرفين.
تصعيد متواصل منذ بداية أيلول
يأتي هذا التصعيد بعد سلسلة هجمات ومحاولات تسلل متبادلة بين الجيش السوري و”قسد” منذ بداية شهر أيلول الحالي. ففي 3 أيلول، أفادت “الإخبارية السورية” بأن الجيش تصدى لمحاولة تسلل لعناصر من “قسد” عبر نهر الفرات في منطقة المغلة بريف الرقة الشرقي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر الحركة.
كما أعلنت قوات الأمن الداخلي في ريف دمشق، في 2 أيلول، تنفيذ كمين أسفر عن ضبط شحنة أسلحة وذخائر متجهة إلى مناطق سيطرة “قسد”، في مؤشر على استمرار التوتر والعمليات اللوجستية المتبادلة.
وفي 1 أيلول، أعلن الجيش السوري تصديه لمجموعة عناصر من “قسد” حاولت التسلل إلى نقاطه في قرية تل ماعز، حيث واجهها الجيش بالأسلحة الخفيفة، ثم استخدم السلاح الثقيل لاستهداف مصادر النيران، مستدعياً مجموعات مؤازرة لتعزيز النقاط العسكرية في المنطقة.
وتعكس هذه الحوادث التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها المناطق الحدودية بين ريف حلب وريف الرقة، والتي تشهد اشتباكات متكررة بين القوات السورية والفصائل الكردية المسلحة. ويشير محللون إلى أن استمرار هذا التوتر يضاعف المخاطر على المدنيين، ويزيد من احتمال توسع دائرة المواجهات لتشمل قرى إضافية، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية ويعرقل جهود الاستقرار في المنطقة.
التهديدات المتبادلة
وتعكس التطورات الأخيرة في حلب الشرقية تصعيداً مستمراً في المواجهات العسكرية بين الجيش السوري و”قسد”، حيث يتم توجيه ضربات متبادلة عبر الأسلحة الخفيفة والثقيلة، بما في ذلك الدبابات وقذائف الهاون وبراجمات الصواريخ. ويؤكد هذا الصراع على أهمية مراقبة التحركات العسكرية، وتكثيف الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين والبنى التحتية في المناطق الأكثر عرضة للهجمات.
كما أن تصريحات الطرفين المتبادلة بشأن مسؤولية التصعيد تعكس حالة من الانعدام شبه الكامل للثقة بين الجانبين، ما يجعل أي تهدئة محتملة محفوفة بالمخاطر، خصوصاً مع استمرار محاولات التسلل والهجمات الانتقامية بين الطرفين.
في ظل هذه التطورات، يظل سكان ريف حلب الشرقي عالقين بين الاشتباكات المستمرة وخطر القصف، في وقت تتصاعد الدعوات المحلية والدولية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة المستمرة في المنطقة.