تستعد شخصيات سورية للإعلان عن كيان سياسي جديد تحت اسم "الكتلة الوطنية"، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية سورية، قريبة من التحضيرات. البيان التأسيسي المنتظر سيتضمن المبادئ العامة وأهداف الكيان، إضافة إلى "ميثاق شرف" يحدد الإطار السياسي للحركة، على أن تعقب ذلك تغطيات إعلامية توضح تفاصيل التوجهات.
التشكيل الجديد يضم عدداً من الأسماء البارزة، بينهم هيثم مناع، طارق الأحمد، راميا إيراهيم، ناصر الغزالي، وفرنسيس طنوس، الهدف المعلن هو تأسيس إطار سياسي مدني ديمقراطي تعددي يستند إلى المواطنة المتساوية، مع اعتماد خيار اللامركزية الحديثة كآلية لمعالجة الانقسامات الداخلية وتعزيز قدرة الدولة على إدارة التنوع.
الاسم المختار يحمل دلالات تاريخية، إذ سبق أن وُجدت كتلة سياسية تحمل التسمية نفسها في فترة الانتداب الفرنسي، ولعبت دوراً في مسار الاستقلال الوطني، إعادة استخدام الاسم في الوقت الحاضر يأتي كإشارة رمزية لربط المشروع الحالي بإرث سياسي قديم.
بحسب القائمين على المبادرة، فإن نشاط "الكتلة الوطنية" سيقتصر على الجانب السياسي، من دون أي ارتباط بالمسارات العسكرية، هذا التوجه يضعها ضمن مسار مدني في بيئة ما زالت متأثرة بالصراع المسلح وتعدد القوى المسلحة على الأرض.
في الوقت نفسه، يبرز اتجاه آخر يقوده الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، يقوم على تعزيز سلطة مركزية قوية، وهو ما يختلف عن الطرح اللامركزي الذي تقدمه "الكتلة الوطنية" وجود هذين المسارين يعكس تبايناً في الرؤى حول شكل الحكم في المرحلة المقبلة.
يرى مراقبون أن الإعلان عن الكيان الجديد يضيف عنصراً إضافياً إلى المشهد السياسي السوري، الذي يشهد منذ سنوات محاولات متكررة لتأسيس أطر مدنية بديلة، المرحلة القادمة ستتضح معالمها بشكل أكبر بعد نشر البيان التأسيسي والبدء بأنشطة سياسية وإعلامية تشرح طبيعة المشروع وتحدد موقعه من خريطة التحالفات الداخلية والخارجية.