تصاعدت حدة التوتر بين مصر وإسرائيل على خلفية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن فتح معبر رفح لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهي التصريحات التي اعتُبرت في القاهرة تجاوزًا لخط أحمر يتعلق بالأمن القومي المصري. تقارير عبرية ذهبت إلى حد التحذير من أن الحرب مع مصر باتت مسألة وقت، في ظل الغضب الشعبي والسياسي المتصاعد.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها موقع "ميكوميت"، أن الأزمة الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب بلغت مستويات غير مسبوقة عقب تصريحات نتنياهو الأخيرة، التي رأت فيها مصر محاولة لفرض سيناريو التهجير القسري على غزة عبر الأراضي المصرية.
الخارجية المصرية سارعت بإصدار بيان رسمي أكدت فيه رفضها القاطع لأي دور في تهجير الفلسطينيين، مؤكدة أن أراضيها لن تكون ممرًا لتصفية القضية الفلسطينية. هذا الموقف لقي دعمًا من دول عربية بينها الأردن والإمارات، التي حذرت من فرض وقائع جديدة على الأرض.
تقرير عبري نقل عن مصدر سياسي أن العداء الشعبي لإسرائيل في مصر ازداد بصورة واضحة في الأسابيع الأخيرة، مشيرًا إلى أن أجواء الغضب في سيناء تؤكد أن أي محاولة لفرض التهجير ستدفع إلى مواجهة عسكرية مباشرة. كما لفت التقرير إلى أن القاهرة دفعت بتعزيزات عسكرية واسعة في سيناء منذ أواخر 2023، وتقوم بتجهيزات متواصلة لمواجهة محتملة مع إسرائيل.
الإعلام المصري بدوره صعّد من لهجته، حيث وصف الإعلامي عمرو أديب الوضع بأنه "على حافة الحرب"، فيما شدد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، على أن مصر تمثل العائق الأكبر أمام مشروع "إسرائيل الكبرى" ومخططات التوسع والتهجير.
من جانبه، هاجم المحلل الإسرائيلي تسيفي برائيل نتنياهو بعنف، واعتبر أن استفزاز مصر في هذا التوقيت يعد "خطأ استراتيجيًا فادحًا" قد يفتح الباب على مواجهة لا تستطيع إسرائيل تحمل تبعاتها.
منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، ظل السلام بين مصر وإسرائيل هشًا على المستوى الشعبي، إذ لم يتغير الموقف المصري العام المعادي لإسرائيل. وقد زاد هذا الرفض مع استمرار الحرب على غزة وما صاحبها من حصار وتجويع وقتل جماعي. ورغم التعاون الاقتصادي المحدود بين البلدين، خصوصًا في ملف الغاز، فإن التطورات الأخيرة كشفت أن الاعتبارات الأمنية والسياسية لا تزال هي العامل الحاسم في رسم مسار العلاقات الثنائية.