"ذروة النار" تصل إلى قطر.. إسرائيل تتعهد بملاحقة حماس أينما كانت

2025.09.10 - 10:06
Facebook Share
طباعة

في تصعيد خطير يعكس انتقال الصراع إلى ساحات جديدة، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل ستلاحق قادة حركة حماس "في أي مكان على وجه الأرض"، وذلك تعليقاً على العملية الجوية التي نفذتها مقاتلات إسرائيلية في العاصمة القطرية الدوحة واستهدفت شخصيات بارزة من الحركة.

عملية "ذروة النار" في الدوحة

العملية التي أُطلق عليها اسم "ذروة النار" مثّلت سابقة غير مسبوقة، إذ نقلت إسرائيل ساحة المواجهة إلى دولة خليجية تحتضن قادة حماس منذ سنوات وتعد لاعباً محورياً في ملفات التهدئة والوساطة. وبحسب ما تسرب من مصادر إسرائيلية، فإن الهجوم استهدف قياديين بارزين بينهم خليل الحية وزاهر جبارين، فيما لم تؤكد حماس أو قطر بشكل رسمي حجم الخسائر أو هوية المستهدفين.

رسائل إسرائيلية حادة

قال كاتس إن سياسة الأمن القومي الإسرائيلي تقوم على الردع والمحاسبة، مضيفاً: "أي شخص شارك في مذبحة 7 أكتوبر سيدفع الثمن، ولا يوجد مكان يختبئون فيه". وبهذا، وجّه رسالة مزدوجة: أولاً لحماس بأن قيادتها ليست في مأمن حتى في الخارج، وثانياً للدول التي تستضيفها بأن إسرائيل مستعدة لتجاوز كل الخطوط التقليدية إذا رأت أن أمنها مهدد.

 

إلى جانب التهديدات الخارجية، لم يغفل كاتس التأكيد على استمرار الضغط العسكري في قطاع غزة. وقال بلهجة حادة: "إذا لم يقبل قتلة ومغتصبو حماس بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع السلاح، فسيتم تدميرهم وتدمير غزة". هذا التهديد ينسجم مع سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية التي ترى أن الحسم العسكري شرط لأي تسوية مستقبلية.

 

ومنذ عام 2008 برزت قطر كأحد أهم الوسطاء في أزمات غزة، حيث لعبت دوراً بارزاً في صفقات التهدئة بين إسرائيل وحماس، وقدّمت دعماً مالياً مباشراً لإعادة إعمار القطاع، إلى جانب تحويلات شهرية للموظفين والمساعدات الإنسانية بإشراف الأمم المتحدة. كما استضافت الدوحة قيادة حماس السياسية بعد خروجها من دمشق عام 2012، ما جعلها ساحة محورية للحوار غير المباشر مع إسرائيل.
استهداف قادة حماس في قلب الدوحة لا يمثل فقط تحدياً مباشراً لقطر، بل يهدد أيضاً بخلط الأوراق الدبلوماسية ويضعف قنوات الوساطة التي كانت تعتبر بمثابة صمام أمان في جولات التصعيد السابقة.


في المقابل، التزمت قطر صمتاً حذراً في الساعات الأولى بعد الضربة، بينما عبّرت مصادر دبلوماسية عن مخاوف من أن يؤدي هذا الهجوم إلى تقويض دور الدوحة كوسيط رئيسي في المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار وصفقات التبادل. ومن المتوقع أن تثير العملية ردود فعل غاضبة على المستوى الدولي، خصوصاً أن استهداف قادة سياسيين في دولة ذات سيادة يطرح تساؤلات عن خرق القوانين والأعراف الدولية.


العملية وما تبعها من تصريحات إسرائيلية تكشف عن مرحلة جديدة في الصراع، حيث تحاول تل أبيب أن تثبت أنها قادرة على الوصول إلى خصومها حتى في "المناطق الآمنة". وفي الوقت ذاته، تواصل الضغط العسكري على غزة بهدف فرض شروطها بالقوة. ومع ذلك، فإن توسع مسرح العمليات ليشمل قطر قد يفتح الباب أمام أزمة إقليمية أوسع، ويضع إسرائيل في مواجهة انتقادات دولية متزايدة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8