تسجل المنطقة تصعيداً حاداً يعكس عمق التوترات الإقليمية والتأثيرات الإنسانية للعدوان الإسرائيلي المستمر، تصعيد المواجهات ليس مجرد تبادل هجمات عسكري، وانما يعكس صراعاً على الحقوق والسيادة، ويرتبط بالدعم الخارجي الذي تتلقاه إسرائيل مقابل قدرة اليمن على الدفاع عن المدنيين الفلسطينيين وحماية الأراضي من الاعتداءات المتواصلة. العمليات الأخيرة تظهر أيضًا تطور تكتيكات جماعة أنصار الله وقدرتها على فرض معادلات جديدة داخل المشهد الإقليمي، ما يزيد من تعقيد الأزمة داخل إسرائيل ويضعها أمام تحديات غير مسبوقة.
في هذا السياق، أطلقت جماعة أنصار الله مساء الثلاثاء صاروخًا من اليمن على العمق الإسرائيلي، ما أدى إلى تفعيل صفارات إنذار في القدس ومناطق قرب البحر الميت، كما تم اعتراضه بواسطة سلاح الجو وفق صحف عبرية، في وقت سابق من اليوم نفسه، تم إحباط طائرة مسيرة في إيلات على ساحل البحر الأحمر، مما يعكس قدرة الحوثيين على الوصول إلى أهداف استراتيجية داخل إسرائيل، الهجمات تأتي رداً على اغتيال رئيس حكومة الحوثيين وعدد من الوزراء في صنعاء نهاية أغسطس الماضي، بالإضافة إلى القصف المستمر في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، الذي أسفر عن سقوط عشرات آلاف الضحايا الفلسطينيين وتشريد مئات آلاف المدنيين.
المحللون يشيرون إلى أن هذه العمليات تمثل رسالة ردع قوية، تؤكد أن اليمن قادر على الدفاع عن نفسه وحقوق الفلسطينيين، وأنه يمتلك القدرة على التوازن مع إسرائيل رغم الفارق العسكري الكبير. كما أن هذه الهجمات تحمل أبعادًا رمزية وسياسية، إذ تؤكد رفض الهيمنة الخارجية ودعم القوى الكبرى للعدو، وتضع إسرائيل أمام تحديات أمنية واقتصادية حقيقية.
الهجمات اليمنية الأخيرة تجعل الصراع يمتد إلى الممرات البحرية والمناطق الاستراتيجية، ما يزيد من المخاطر على الملاحة والتجارة الدولية، ويضع التحالفات الدولية أمام معادلات جديدة تتعلق بالردع والاعتراف بحقوق الشعوب المحتلة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية ورفض إقامة دولة مستقلة للفلسطينيين.