العملية الأخيرة في الدوحة تكشف استمرار نهج الاحتلال الإسرائيلي في استهداف القادة البارزين لحركة «حماس»، بهدف تفكيك هيكل القيادة السياسية والعسكرية للحركة وتقويض قدرتها على إدارة الصراع مع إسرائيل. التوجه الجديد يظهر في محاولة اغتيال جماعية، وليس فردية، وهو ما يوضح جدية إسرائيل في تصفية الصف الأول للحركة حتى خارج الأراضي الفلسطينية الاجتماع الذي كان يُعقد لمناقشة خطة أمريكية لإنهاء الحرب على قطاع غزة تحول إلى هدف عسكري، ما يعكس إصرار إسرائيل على إضعاف قادة المقاومة ومحاصرتهم في كل مكان.
تاريخ الاغتيالات الإسرائيلي الطويل يظهر أن كل عملية تستهدف قيادات المقاومة تأتي ضمن استراتيجية ممنهجة تهدف إلى خلق حالة من الارتباك لدى الحركة الفلسطينية، مع التأكيد أن نجاح أو فشل هذه العمليات غالباً ما يؤثر على الوحدة الداخلية للمجتمع الفلسطيني وردود فعله تجاه الاحتلال.
أبرز عمليات الاغتيال التاريخية:
الشيخ أحمد ياسين (غزة، 2004): مؤسس الحركة الزعيم الروحي، قتل أثناء خروجه من المسجد.
عبد العزيز الرنتيسي (غزة، 2004): خلف ياسين في قيادة الحركة واستُهدف بصاروخ أطلقته مروحية إسرائيلية.
صلاح شحادة (غزة، 2002): أحد مؤسسي «كتائب القسام»، قتل بغارة جوية على منزله.
يحيى عياش «المهندس» (غزة، 1996): صانع القنابل البارز، اغتيل عن طريق تفجير هاتفه المحمول.
محمود المبحوح (دبي، 2010): قائد عسكري في «كتائب القسام»، اغتيل في فندق فاخر، ويُعتقد أن الموساد نفذ العملية.
صالح العاروري (بيروت، 2024): نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، اغتيل بغارة بطائرة مسيرة.
إسماعيل هنية (طهران، 2024): استُهدف في هجوم على المبنى الذي كان يقيم فيه بعد مشاركته في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
اغتيالات خارج فلسطين:
شملت جهود إسرائيل اغتيالات قيادات فلسطينية في المنفى مثل فتحي الشقاقي في مالطا، وخليل الوزير «أبو جهاد» في تونس، وعلي حسن سلامة في بيروت، وغسان كنفاني في بيروت، إضافة إلى خالد نزال في أثينا ووايل زعيتر في روما.
محاولات فاشلة:
أبرزها محاولة اغتيال خالد مشعل في عمّان عام 1997، المعروفة باسم «العملية سايروس»، التي فشلت بعد تدخل الملك حسين، ما يظهر أن بعض العمليات لا تسير حسب المخططات الإسرائيلية.
التوقعات المستقبلية:
العملية في الدوحة قد تزيد من توتر الأوضاع الإقليمية وتضع قطر في موقف حساس بين دور الوساطة وعلاقاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة. العملية تؤكد أن قادة الحركة ليسوا بمنأى عن الاستهداف المباشر، وقد تؤدي إلى توحيد الصف الفلسطيني أكثر، وتكثيف التحركات العسكرية والسياسية لحركة «حماس». على المستوى الدولي، يمكن أن تؤثر على ديناميات الوساطة الأمريكية وتعقيد جهود إنهاء الصراع، كما قد تسهم في تصعيد العنف الإقليمي إذا اعتُبرت انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عربية.