لماذا تُستهدف أشجار الفلسطينيين كجزء من حرب الاحتلال على الأرض؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.09 - 09:28
Facebook Share
طباعة

شهدت قرية المغيّر شمال شرق رام الله تدميراً واسعاً لمئات الهكتارات من أشجار الزيتون، حيث أقدمت جرافات الاحتلال على اقتلاع آلاف الأشجار، محرومة عشرات العائلات من مصدر رزقهم وأحد أهم عناصر صمودهم على أرضهم وفي بلدة يطا جنوب الخليل، خسر مواطن فلسطيني خلال ليلة واحدة 150 شجرة عنب زرعها على مدى خمس سنوات، في مشهد يعكس نمط الاعتداء الذي يتكرر يومياً في الضفة الغربية منذ عام 1967.

تشير بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية إلى أن اعتداءات المستوطنين وبمساعدة الجيش أدت إلى اقتلاع وتدمير أكثر من 11 ألف شجرة خلال أغسطس/آب الماضي وحده، أغلبها من أشجار الزيتون، بينما تجاوز العدد الإجمالي منذ عام 2017 نحو 126 ألف شجرة وتفيد إحصاءات رسمية فلسطينية بأن نحو 2.5 مليون شجرة اقتُلعت منذ الاحتلال، ثلثاها زيتون، وهي أشجار تمثل رمزية ثقافية وتاريخية عميقة للفلسطينيين.

الباحثين في قضايا الاستيطان يشيرون إلى أن سلطات الاحتلال تسوّق مبررات أمنية وقانونية لاقتلاع الأشجار، بينما يسعى المستوطنون من خلال هذه الممارسات إلى الضغط على السكان للتهجير، عمليات الاقتلاع شملت أشجار الزيتون المعمرة، التي يُنظر إليها كرمز للصمود، وأحياناً يُستبدل بها أصناف تلبي احتياجات المستوطنات، في حين تُترك أشجار الفلسطينيين للتلف عبر إطلاق قطعان الماشية عليها.

من جانب آخر، أكد مدير دائرة القانون الدولي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان حسن بريجية أن الأرض المزروعة تُغضب الاحتلال، لأنها تُظهر ملكية مؤكدة ومتوارثة بالوراثة، مما يصعّب الاستيلاء عليها أو إعلانها أراض دولة، وأضاف أن بعض المؤسسات الإسرائيلية المرخصة لها مهمة منهجية لاقتلاع الأشجار، تحت ذريعة تنظيم البنية التحتية للمستوطنات، فيما يمنع أصحاب الأرض من الاستفادة أو الاستصلاح.

وفي ظل هذه الممارسات، تستمر ملايين الأشجار الفلسطينية في الضفة الغربية في التعرض للهدم والاقتلاع، في محاولة واضحة للسيطرة على الأرض وتقويض قدرة الفلسطينيين على الثبات فيها، مع إبقاء رمزية الزيتون والعنب كأحد أبرز عناصر الهوية الفلسطينية تحت تهديد مستمر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5