ضربات إسرائيل على سوريا.. رسائل سياسية أم بحث عن "صيد ثمين"؟

بقلم الخبير الاستراتيجي سامر عبود

2025.09.09 - 11:19
Facebook Share
طباعة

شنت إسرائيل فجر التاسع من أيلول سلسلة غارات على أهداف داخل الأراضي السورية، في هجوم فسّره مراقبون بأنه رسالة مزدوجة: أولًا إلى النظام السوري الجديد، وثانيًا إلى أنقرة، بهدف عرقلة أي محاولات لإعادة ترميم القدرات القتالية للجيش السوري. لكن خلف هذه الضربات يظل سؤال أكثر إلحاحًا: ما الذي يقلق إسرائيل حقًا منذ سقوط النظام السابق؟

تشير طبيعة الأهداف المستهدفة إلى مخازن استراتيجية تعود إلى ما يُعرف بالاحتياط العملياتي لصواريخ اللواء 107 وصواريخ الفوج 200 ياخونت. هذه الصواريخ، التي فُقدت عربات الإطلاق الخاصة بها ليلة سقوط النظام في 9 كانون الأول/ديسمبر 2024، تمثل مصدر تهديد استثنائي. فهي تحمل رؤوسًا حربية بوزن 500 كغ من مادة التروتيل، بما يعادل قوة تفجيرية تصل إلى 5000 كغ من مادة الـTNT، أي ما يشبه "قنبلة نووية تكتيكية صغيرة". الأخطر أن الكوريين الشماليين أجروا تعديلات تقنية على أنظمة التوجيه جعلتها أكثر شبحية ومقاومة للتشويش.

روسيا حاولت مرارًا استعادة نسخة معدلة من هذه الصواريخ، المعروفة باسم بريدوت، وقدّمت عروضًا سخية للنظام السابق، لكنه رفض التخلي عنها باعتبار سوريا، إلى جانب كوريا الشمالية، البلد الوحيد الذي يمتلك هذا السلاح خارج الترسانة الروسية.

المخاوف الإسرائيلية – والروسية أيضًا – تتركز على احتمال تسرب هذه الصواريخ أو منصات إطلاقها إلى تنظيمات جهادية، أو بيعها لجهات إقليمية. إذ يُقدّر سعر العربة الواحدة بمليار دولار، فيما كانت سوريا تمتلك نحو 20 عربة متنوعة مع صواريخها واحتياطاتها، ما يكفي لخوض حرب استنزاف تمتد لأشهر. والأكثر تعقيدًا أن هذه الصواريخ أُخفيت داخل شبكات أنفاق محصنة، لا يمكن تدميرها إلا بعمليات إنزال جوي من الداخل.

معظم الضربات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت مواقع يُعتقد أنها مراكز انتشار لهذه الصواريخ المفقودة، لكن دون نتيجة حاسمة حتى الآن. يبقى السؤال مفتوحًا: هل نحن أمام تمهيد لعمليات إنزال جوي إسرائيلية في مناطق الساحل أو حمص، حيث ما تزال بعض المستودعات الاستراتيجية لهذه الصواريخ عصيّة على الكشف أو التدمير؟ 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5