تهجير قسري في غزة.. والمدينة تتحول إلى ساحة حرب مفتوحة

2025.09.09 - 10:41
Facebook Share
طباعة

في صباح اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر عاجلة لجميع سكان مدينة غزة بإخلاء منازلهم فورًا، محذرًا من أن البقاء في المدينة "خطير جدًا". شملت التعليمات كل أحياء المدينة، من البلدة القديمة وتفاح شرقًا وحتى البحر غربًا، مع توجيه السكان إلى التوجه نحو الجنوب عبر محور الرشيد، إلى المنطقة الإنسانية في المواصي. البيان تضمن رقمًا للتبليغ عن أي حواجز أو محاولات لمنع الإخلاء، في خطوة تعكس حالة التوتر القصوى التي تشهدها غزة.

هذه التحركات تأتي بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن عن شن عملية برية واسعة النطاق ضد "أوكار الإرهاب" في القطاع، مؤكدًا أن القوات الإسرائيلية دمرت خلال يومين خمسين برجًا في غزة، ووصف ذلك بأنه "مجرد البداية". وتزامنت هذه التصريحات مع إعلان وزير الدفاع يسرائيل كاتس عن استعداد الجيش لتوسيع المناورة العسكرية في المدينة، محذرًا من أن "إعصارًا ضخمًا سيضرب سماء غزة اليوم"، في إشارة إلى هجوم محتمل واسع النطاق.

التصعيد الإسرائيلي جاء على الرغم من مقترح قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، يهدف إلى تهدئة الأوضاع وإتاحة الفرصة للمفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس". ورغم ذلك، يبدو أن تل أبيب ماضية في استراتيجيتها القائمة على القوة العسكرية القصوى، بما يشمل التهجير الجماعي للسكان المدنيين، وهو ما يرفع احتمالات حدوث كارثة إنسانية في غزة.

من الناحية الميدانية، يشير هذا التصعيد إلى أن إسرائيل تسعى لحسم معركتها مع حماس في مناطق المخيمات والأحياء المكتظة بالسكان، وهو ما يضع المدنيين في مواجهة مباشرة مع العنف، ويهدد نزوح عشرات الآلاف نحو الجنوب حيث تفتقر المناطق المخصصة للإخلاء إلى الموارد الكافية، في ظل تدمير جزئي للبنية التحتية.

تاريخيًا، كانت غزة محورًا متكررًا للصراعات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية منذ 2006، بعد سيطرة حماس على القطاع عقب الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي عام 2005. ومع ذلك، لم يشهد القطاع من قبل أوامر إخلاء جماعي بهذا الحجم، ما يجعل الوضع الحالي استثنائيًا على صعيد الأزمة الإنسانية والأمنيّة.

في الأثناء، يترقب المجتمع الدولي ردود الفعل، خصوصًا من القاهرة والدوحة اللتين تلعبان دور الوسيط التقليدي بين الطرفين، بينما يستمر الصراع في توسيع دائرة الخطر على المدنيين ويضع المنطقة أمام احتمالات تصعيد غير مسبوقة، قد تؤدي إلى أزمة إنسانية واسعة النطاق يصعب احتواؤها في الأيام القادمة.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3