سجل الجنوب اللبناني تحركاً امنياً واضحاً مع اعادة تموضع الجيش في اكثر من 120 موقعاً بدعم مباشر من قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل هذا الانتشار ليس مجرد تعزيز للتواجد العسكري ولكنه خطوة استراتيجية لتثبيت سلطة الدولة وفق القرار الدولي 1701 الذي يسعى الى تثبيت وقف اطلاق النار ومنع اي تصعيد محتمل على الحدود الجنوبية
يلعب اليونيفيل دوراً مهما عبر التنسيق المستمر مع الجيش الدوريات المشتركة والتدريبات العملية ما يدل على حرص المجتمع الدولي على تحقيق استقرار دائم ودعم قدرة المؤسسات الرسمية على مراقبة المناطق التي شهدت اعتداءات اسرائيلية وحرب بين المقاومة وإسرائيل، هذا الانتشار اختبار عملي لكفاءة الجيش في فرض سلطته ويؤكد مستوى الجاهزية المؤسسية في ادارة الازمات والتهديدات المحتملة
على الصعيد السياسي يبرز تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري حرص القيادة على وحدة الداخل وتجنب اي فتنة داخلية خاصة مع استمرار الخروقات لاتفاق وقف اطلاق النار من قبل اسرائيل واوضح ان اي نقاش حول سلاح حزب الله يجب ان يسبق بتقييم المخاطر الواقعية على الحدود ما يوضح استراتيجية تعتمد على التوازن بين الامن الداخلي والتحديات الخارجية هذا النهج يبين ان التعامل مع ملفات السلاح مرتبط مباشرة بالاستقرار الوطني وليس مجرد جدل سياسي داخلي ما يدل على نضج في التعاطي مع القضايا الحساسة
في سياق متصل، الانتشار الجديد يعزز القدرة على ادارة الازمات ويوجه رسالة واضحة للمجتمع الدولي بان لبنان ملتزم بالقرارات الدولية وفي الوقت نفسه يحمي وحدته الوطنية كما يوضح استعداد الجيش لمواجهة سيناريوهات محتملة دون الانزلاق الى تصعيد مباشر مع الاستفادة من الدعم الدولي للحفاظ على استقرار المنطقة
تحرك الجيش اللبناني بدعم اليونيفيل خطوة متكاملة لتعزيز سلطة الدولة جنوب البلاد بينما تبقى وحدة الداخل والسيطرة على المخاطر الاسرائيلية عناصر اساسية هذا الانتشار يبرز قدرة المؤسسات الامنية على ادارة ملفاتها بكفاءة مع الالتزام بالمعايير الدولية والحفاظ على الاستقرار الداخلي وهذه الخطوة رسالة مزدوجة تعزيز الامن الفعلي جنوبا وتاكيد جدية الدولة اللبنانية امام المجتمع الدولي في مواجهة التحديات الاقليمية.