شهدت مدينة القدس صباح اليوم حادثة إطلاق نار استهدفت حافلة عند مفترق راموت، ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى وعدد من الجرحى، بعضهم في حالات حرجة. الحادثة أعادت إشعال التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل، وسط تصريحات رسمية إسرائيلية تشدد على أن الرد سيكون صارمًا وواسع النطاق، في محاولة لإظهار قوة الردع ومنع تكرار مثل هذه الهجمات.
وفقا لمراسلينا في القدس، وقع الهجوم في أحد أكثر المفترقات ازدحامًا في المدينة، وهو موقع حيوي يربط عدة أحياء فلسطينية ويهودية. عملية إطلاق النار تسببت في ذعر واسع بين السكان، وعززت المخاوف من إمكانية تصاعد الهجمات الفردية في مناطق حضرية مكتظة بالسكان. فرق الطوارئ والإسعاف هرعت إلى الموقع لنقل المصابين إلى المستشفيات، في حين فتحت الشرطة تحقيقًا عاجلًا لتحديد هوية المنفذين ودوافعهم.
تصريحات وزير الدفاع يسرائيل كاتس كانت صارمة، حيث وصف الهجوم بأنه "اعتداء بشع" وأن له تداعيات بعيدة المدى، مشددًا على أن إسرائيل لن تتوانى عن القضاء على الإرهاب، كما فعلت في شمال الضفة الغربية، وستستهدف مخيمات أخرى يصفها بـ "مخيمات إرهاب".
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من موقع الحادث، أكد أن العملية لن تحد من إجراءات حكومته بل ستزيد من تشددها، مشيرًا إلى أن جميع الإسرائيليين "في دائرة إطلاق النار". وأضاف أن الحرب مستمرة في القدس أيضًا، معربًا عن أسفه لعدم إحباط العملية قبل وقوعها، في إشارة إلى نقاط ضعف الاستخبارات التي يُفترض أن تكشف مثل هذه الهجمات مسبقًا.
في السياق نفسه، دعا وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير إلى حمل السلاح في كل مكان، مهددًا بطرد عائلات منفذي العمليات، في سياسة تعتبر تصعيدية وتستهدف الضغط على المجتمع الفلسطيني في القدس والضفة الغربية.
المحللون الأمنيون يرون أن الهجوم يمثل جزءًا من موجة تصعيد أمني مستمرة في القدس، حيث تتكرر العمليات الفردية والعشوائية التي تستهدف المدنيين. كما تشير تصريحات المسؤولين الإسرائيليين إلى اعتماد سياسة ردع شديدة قد تشمل عمليات واسعة في الضفة ومخيمات اللاجئين، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التوترات ودوامة عنف يصعب السيطرة عليها.
يضيف الخبراء أن موقع الحادث في مفترق راموت يعكس استهدافًا مقصودًا لمناطق مزدحمة بالسكان، ما يزيد من الخطر على المدنيين ويضاعف الضغوط على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لمكافحة هذه الهجمات دون الإضرار بالسكان المدنيين.
عملية راموت تعيد القدس إلى دائرة الاشتباكات العنيفة، وتضع الفلسطينيين والإسرائيليين على حافة تصعيد أمني جديد. التصعيد الإسرائيلي المتوقع، بما في ذلك الردود العسكرية والتهديدات بعمليات واسعة، قد يزيد من حدة الصراع ويضع المدينة تحت ضغط أمني كبير، مع استمرار المعاناة اليومية للسكان المدنيين في مناطق النزاع.