اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، خلال كلمته عقب قداس ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" في معراب برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن الحزب خاض على مدى خمسين عاماً صراعات وطنية وسياسية بمعايير الشجاعة والالتزام نفسها التي ميزت شهداءه العسكريين، مؤكدًا أن تضحياتهم لم تذهب بلا جدوى. وأوضح أن مسيرة الحزب شهدت محطات حاسمة على الساحة الداخلية، حيث تمكن من تحقيق مكاسب مهمة أسهمت في ترسيخ موقعه بين القوى الفاعلة، مع الحفاظ على قناعاته الأساسية دون تنازل.
وجدد جعجع التأكيد على ضرورة أن تكون الخيارات اللبنانية مستقلة بالكامل، مشددًا على أن أي تدخل خارجي أو محاولات فرض قرارات خارج السياق الوطني لن تُقبل. كما اتهم "محور الممانعة" بالتورط في عمليات دعم خاطئة أدت إلى نتائج عكسية، وحمّله مسؤولية الوضع الحالي من حيث إدارة الحرب والالتزام بالاتفاقات، ما يعكس رؤية الحزب للمخاطر الإقليمية وتأثيرها على الداخل اللبناني.
يبرز خطاب جعجع ثلاثة سيناريوهات رئيسية لمستقبل لبنان:
1. تعزيز مكانة الحزب: استغلال الأحداث التاريخية والخطاب السيادي قد يمنح القوات اللبنانية نفوذًا إضافيًا في الانتخابات المقبلة، ويعزز موقعها التفاوضي داخل المؤسسات الحكومية، ما يجعلها قوة رئيسية في صياغة السياسات الوطنية.
2. زيادة الاستقطاب السياسي: تحميل محور الممانعة مسؤولية التوترات قد يؤدي إلى تشديد الانقسامات بين الأطراف المختلفة، مع احتمال تصعيد الخلافات حول القرارات الاستراتيجية والتوازنات الداخلية، وهو ما قد يعيق جهود تشكيل تحالفات جديدة.
3. تأكيد الاستقلالية الوطنية: تركيز الحزب على السيادة وحق اتخاذ القرار يعكس استراتيجية لمواجهة الضغوط الخارجية، وقد يسفر عن سياسات أكثر صرامة تجاه أي تدخلات إقليمية، مع محاولة ترسيخ صورة الدولة اللبنانية كفاعل مستقل قادر على حماية مصالحه العليا.
الخطاب يوضح أن القوات اللبنانية تسعى إلى المزج بين الاستفادة من إرثها التاريخي وإعادة تحديد أطر النفوذ الحالية، بما يتيح لها التأثير على مسار الأحداث الداخلية والخارجية، ويضع لبنان أمام تحديات دقيقة تتطلب إدارة حذرة للمصالح الوطنية والتوازنات الإقليمية.