إيران بين شبح الحرب مع إسرائيل وأزمة التعاون النووي

2025.09.06 - 11:55
Facebook Share
طباعة

تزداد الأوضاع في الشرق الأوسط توتراً مع تصاعد التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، إذ حذّرت إيران على لسان نائب وزير خارجيتها، سعيد خطيب زاده، من أنّ احتمال اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل "يبقى مرتفعاً"، رغم مساعي بلاده لتفادي نزاع عسكري مباشر. التصريحات جاءت خلال زيارة رسمية إلى بغداد، في وقت يشهد الإقليم تجاذبات حادة على وقع استمرار الحرب في غزة وتنامي الضغوط الدولية على إيران بشأن برنامجها النووي.

خطيب زاده شدد على أنّ بلاده "منفتحة على المفاوضات" مع الأطراف الدولية، لكنه وضع شرطاً أساسياً وهو أن تكون نتائج أي حوار "مضمونة" وقابلة للتنفيذ، في إشارة واضحة إلى فقدان طهران الثقة في المسارات التفاوضية السابقة التي لم تحقق تقدماً ملموساً من وجهة نظرها.

بالتوازي، فتحت إيران قنوات نقاش جديدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، وفق ما أعلنه رضا نجفي، ممثل طهران الدائم لدى المنظمات الدولية. المباحثات تهدف – بحسب التصريحات الرسمية – إلى صياغة "إطار جديد للتعاون" في ما يخص الرقابة والالتزامات النووية. غير أن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أوضح بشكل صارم أن بلاده لن تدخل في أي تعاون موسّع مع الوكالة قبل التوصل إلى "تفاهم شامل ونهائي" حول الملف النووي.


التوتر الإيراني – الإسرائيلي ليس جديداً؛ فإسرائيل ترى في البرنامج النووي الإيراني تهديداً وجودياً، فيما تصر طهران على أن برنامجها "سلمي الطابع". غير أن الضغوط الغربية والعقوبات المتكررة عززت حالة العداء، وجعلت احتمالية المواجهة المباشرة أكثر واقعية في ظل استمرار الحرب في غزة ومحاولات إيران تعزيز نفوذها الإقليمي عبر حلفائها.

 

هذه التطورات تكشف أن إيران تسعى إلى الموازنة بين لغة التهديد والانفتاح المشروط؛ فهي تلوّح بالحرب في مواجهة إسرائيل لتثبيت حضورها الإقليمي، وفي الوقت نفسه تفتح باب الحوار مع الوكالة الذرية لتجنب عزلتها الدولية المتزايدة. المشهد يوحي بأن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من شد الحبال، حيث يتقاطع الملف النووي مع الحسابات الأمنية والسياسية للحرب في غزة، ما يجعل احتمالية الانفجار العسكري أو التوصل إلى تسوية مؤقتة رهناً بتوازنات معقدة.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3