تواجه غزة مأزقاً إنسانياً وسياسياً حاداً، فيما تراهن القاهرة على قدرة الإدارة الأمريكية لتحويل الأزمة إلى فرصة لحماية المدنيين الفلسطينيين وتحقيق تهدئة مستدامة، رسالة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للرئيس الأمريكي ترامب تؤكد أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق، وتضع البيت الأبيض أمام اختبار حقيقي لدوره في المنطقة.
الاقتراح المصري-القطري لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا يمثل فرصة لإنهاء الصراع بشكل مؤقت، مع ضمان وصول المساعدات الطبية والغذائية وإطلاق سراح الرهائن واسترجاع الضحايا، كما يخلق الاقتراح مساحة للتفاوض على هدنة دائمة تحمي الفلسطينيين من أي محاولات للتهجير القسري. ومع ذلك، تواجه هذه المبادرة تحديات كبيرة بسبب القيود الإسرائيلية التي تحجز آلاف الشاحنات على الحدود، رغم أن الجانب المصري من معبر رفح يظل مفتوحًا.
تخطط مصر لعقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار فور التوصل إلى وقف إطلاق نار، بالاعتماد على خطة ثلاثية المراحل أقرتها القمة العربية في مارس 2025، لضمان إعادة بناء القطاع وحماية الفلسطينيين في أراضيهم، يرى مراقبون أن الرهان المصري على الدور الأمريكي حاسم لإنقاذ غزة، وأي تأخير قد يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من التوتر الإقليمي، مما يجعل المبادرة المصرية مفتاحًا أساسيًا للمصالحة واستقرار المنطقة.