سوريا تواجه تحدياً مزدوجاً: الجفاف وإعادة الإعمار بعد الحرب

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.05 - 10:20
Facebook Share
طباعة

تشهد سوريا موجة جفاف غير مسبوقة منذ عقود في شرق المتوسط، ما يزيد صعوبة التعافي بعد 14 عاماً من النزاع المستمر، وفق تقرير صحيفة أميركية، أدى انخفاض معدلات الأمطار إلى تجفيف الأنهار والبحيرات وذبول المحاصيل، فيما تعاني المدن الكبرى انقطاعات طويلة في المياه، ما يعكس هشاشة البنية التحتية بعد سنوات الحرب.

خبراء الأمن الغذائي، بحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، يشيرون إلى أن المزارعين السوريين الذين يعانون مالياً منذ سنوات الحرب، ليس لديهم القدرة على مواجهة آثار الجفاف الحالي.
قبل النزاع، كان إنتاج القمح السوري يتجاوز أربعة ملايين طن سنوياً، يكفي حاجة السكان، لكن هذا العام تشير تقديرات وزارة الزراعة السورية إلى أن الحصاد لن يتجاوز مليون طن، ما يجعل البلاد مضطرة لاستيراد نحو 70% من احتياجاتها الغذائية، وهو اعتماد غير مستدام بحسب مسؤولين في الوزارة.

الأضرار البيئية واضحة أيضاً: جفاف نهر العاصي في إدلب لأول مرة، وظهور أسماك نافقة، إلى جانب تراجع منسوب المياه الجوفية أكثر من عشرة أمتار خلال أشهر قليلة، بحسب التقرير الصحفي ذاته. خبراء المناخ يؤكدون أن استمرار هذه الظاهرة قد يجعل مساحات واسعة من الأراضي الزراعية غير صالحة للزراعة، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة تشمل تخزين مياه الأمطار، التحول إلى محاصيل مقاومة للجفاف، وتطوير نظم ري فعالة.

تتأثر سوريا أيضاً بالموارد المائية العابرة للحدود. ففي لبنان، تقلصت بحيرة القرعون في سهل البقاع إلى مساحة صغيرة بعد شتاء جاف، ما قلّص تدفق المياه إلى نهر العاصي وزاد الضغط على الزراعة والأمن الغذائي، هذا التداخل بين الجفاف المحلي والموارد العابرة للحدود يوضح هشاشة المنطقة أمام تغير المناخ ويبرز الحاجة لتعاون إقليمي في إدارة المياه.

في الوقت الحالي، تعتمد الحكومة السورية على استيراد القمح والمساعدات الدولية لتعويض العجز، بما يشمل التبرعات من العراق المجاور. كلفة إعادة الإعمار وندرة الموارد الطبيعية تجعل الأزمة متعددة الأبعاد، وتستدعي خطة استراتيجية طويلة الأمد لضمان الأمن الغذائي واستقرار المدن والمناطق الريفية على حد سواء.

الجفاف الحالي يضع سوريا أمام اختبار مزدوج: تحقيق التعافي الاقتصادي بعد الحرب، وفي الوقت ذاته مواجهة آثار تغير المناخ التي تهدد مستقبل الزراعة والموارد المائية.

يرى خبراء أن الحلول العاجلة تشمل التخطيط البيئي، التحول إلى محاصيل مقاومة للجفاف، وتحسين نظم الري، إلى جانب تعاون إقليمي فعال لتجنب أن تتحول الأزمة إلى كارثة طويلة الأمد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9