أسباب فشل احتلال غزة: تكلفة الحرب السياسية والعسكرية لإسرائيل
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
ذكرت صحيفة عبرية أن مصادر سياسية وعسكرية في تل أبيب كشفت عن شكوك جدية بشأن خطة الحكومة الإسرائيلية لاحتلال غزة، وسط توقعات بتكلفة بشرية ومادية كبيرة وعزلة دولية متزايدة. وفق هذه التقديرات، فإن أي عملية برية واسعة لن تحقق أهداف الحرب الأساسية، مثل استسلام حركة «حماس» أو الإفراج عن المخطوفين أحياء، بل قد تتحول إلى حرب استنزاف طويلة تُكلف الجيش عشرات القتلى ومليارات الشواقل سنويًا.
وأشار ضباط في وحدة «منسق شؤون الأسرى والمفقودين» إلى أن أي عملية احتلال ستزيد المخاطر على حياة الأسرى الإسرائيليين، بسبب عدم وجود معلومات دقيقة عن أماكن وجودهم، محذرين من احتمال التعرض لـ«إرهاب نفسي» من قبل «حماس». وأعربت عائلات المخطوفين عن صدمتها من القرار، معتبرة أن المقترح القائم لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يوفّر حلًا أكثر أمانًا.
تختلف غزة الحالية عن الحملات السابقة؛ فهي مكتظة بالسكان وبنيتها التحتية تشمل شبكة أنفاق لم تتضرر سوى جزئيًا خلال الاحتلال الأخير عام 2023. التقديرات تشير إلى أن احتلال المدينة قد يستغرق نحو عام ويكلف حياة أكثر من 100 جندي، مع صعوبة ضمان حسم الحرب ضد حركة حماس، ما يرهق القوات المناورة ويطيل أمد النزاع.
سياسيًا، تشير تصريحات أميركية إلى نفاد الصبر تجاه استمرار العمليات العسكرية، ما يزيد الضغط على نتنياهو لمراجعة خطواته، وسط تأثير العزلة الدولية على قدرة الجيش في الحصول على المعدات اللازمة. ويرى محللون أن التوازن بين الضغط الخارجي ومرونة «حماس» قد يتيح فرصًا لوقف إطلاق النار أو ترتيب تبادل أسرى، ما يخفف التكلفة البشرية والسياسية ويجنب المنطقة كارثة طويلة الأمد، مع بقاء التساؤل حول قدرة القيادة على إدارة الصراع دون مزيد من الهزات العسكرية والسياسية.
