إيران وإسرائيل: ماذا كان يمكن أن يمنع الحرب الأخيرة؟

خسائر فادحة ومخاطر متجددة.. قراءة روحاني للأزمة النووية

2025.09.05 - 09:27
Facebook Share
طباعة

في تصريحات نادرة وذات أبعاد استراتيجية، أعاد الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني التأكيد على أن مسار التفاوض النووي خلال ولايته الثانية كان من الممكن أن يمنع اندلاع الحرب القصيرة، لكنها المكثفة، مع إسرائيل، والتي استمرت 12 يومًا. روحاني لم يكتف بذلك، بل شدد على أن العودة إلى طاولة المفاوضات مع الغرب، وخاصة الدول الأوروبية، تبقى الطريق الأضمن لحماية مصالح إيران وضمان الاستقرار الإقليمي.


خلال كلمة ألقاها أمام مستشاريه، أوضح روحاني أن إحياء الاتفاق النووي كان كفيلاً بمنع تفعيل آلية الزناد الخاصة بإعادة العقوبات الأممية، مؤكدًا أن تعطيل المسار في ذلك الوقت أدى إلى تكبد إيران خسائر اقتصادية فادحة قُدرت بحوالي 500 مليار دولار.

وأوضح روحاني أن الجهود التي بُذلت في أواخر ولايته الثانية، تزامنًا مع فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، فشلت بسبب إصرار واشنطن على أن تعود إيران أولًا إلى التزاماتها، مشيرًا إلى تصريحات نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية حينها، والتي أكدت أن صبر الولايات المتحدة على التحديات النووية الإيرانية ليس بلا حدود.

واتهم روحاني "المتشددين" داخل إيران بأنهم أضروا بالمصلحة الوطنية من خلال عرقلتهم مسار التوصل إلى الاتفاق النووي "بأوهامهم"، مؤكدًا أن هذه العقبات كانت وراء عدم تحقيق الاستقرار النووي ومنع الحرب الأخيرة مع إسرائيل.

وأضاف أن العودة إلى المفاوضات لا تزال ممكنة مع الدول الأوروبية الثلاث أو مع مجموعة 1+4، معتبرًا أن أي تفاهم لإزالة ملف آلية الزناد من جدول أعمال مجلس الأمن سيكون في مصلحة الجميع، بما في ذلك تعزيز معاهدة حظر الانتشار النووي.


تأتي تصريحات روحاني لتعيد النقاش حول الخيارات الدبلوماسية لإيران في ملفاتها النووية، وتسلط الضوء على كلفة التعطيل السياسي داخل البلاد، ومخاطر الانزلاق نحو صراعات عسكرية، حتى وإن كانت محدودة زمنياً. وهي دعوة ضمنية للعودة إلى المفاوضات الدولية كخيار استراتيجي يحمي مصالح إيران ويقلل من المخاطر الإقليمية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4