شهدت مناطق مختلفة في قطاع غزة والضفة الغربية اليوم الأربعاء موجة تصعيد كبيرة في النشاط العسكري والاقتحامات الإسرائيلية، والتي أدت إلى سقوط شهداء وإصابات واسعة، بالإضافة إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في القطاع.
في قطاع غزة، شنت طائرات الاحتلال غارات على منازل المدنيين، كان أبرزها استهداف منزل المواطن جميل المتربيعي بالقرب من ساحة الشوا، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين وجرح العشرات، بينما لا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض. وارتفع إجمالي عدد الشهداء منذ فجر اليوم إلى 78 شخصًا، فيما تواصل طواقم الإسعاف مواجهة صعوبات كبيرة في نقل المصابين بسبب نقص المعدات الطبية الأساسية.
مصادر طبية حذرت من انهيار خدمات المختبرات ونقل وحدات الدم، مع نفاد أكثر من 65% من مواد الفحص المخبري الأساسية، و53% من المستلزمات المخبرية. ويؤدي هذا النقص الحاد إلى عجز الطواقم عن التشخيص والعلاج، وزيادة خطر تفشي الأمراض المعدية داخل المستشفيات والمراكز الصحية، مما يضع آلاف المرضى والجرحى تحت تهديد مباشر.
وفي الضفة الغربية، تواصل قوات الاحتلال اقتحاماتها المتكررة، شملت قرية تياسير شرق طوباس وبلدة بيتا جنوب نابلس، ما أدى لإصابة عدد من الشبان. كما أغلقت قوات الاحتلال منطقة "المطينة" في حوسان غرب بيت لحم، ونصبت حواجز على المداخل، بينما أغلق مستوطنون المدخل الغربي لقرية دير جرير شمال رام الله. وفي مخيم الجلزون شمال رام الله، أصيب شابان برصاص حي أثناء الاقتحام.
من جانبها، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن السياسات الإسرائيلية القائمة على ضم الأراضي وتهجير السكان تمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، ودعت المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف الممارسات القسرية وضمان إنهاء الاحتلال.
كما ارتفعت حصيلة الشهداء والإصابات منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023 إلى 64,231 شهيدًا و161,583 مصابًا، بينهم آلاف الأطفال والنساء، في حين توثق المستشفيات 370 وفاة إضافية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، منها 131 طفلاً.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت مدينة رهط في منطقة النقب داخل أراضي الـ48، استمرار العنف والجريمة المنظمة، حيث قتلت شابة تبلغ 27 عامًا، في إطار موجة قتل مستمرة، رفعت حصيلة الضحايا العرب منذ بداية العام إلى 173 قتيلاً، معظمهم بإطلاق نار، بينهم 85 دون سن الثلاثين.
وفي مناطق أريحا والشلال العوجا، اقتحم مستوطنون أراضٍ فلسطينية رفقة مواشيهم، مستهدفين المزارع والمساكن، في محاولة لتقييد سبل العيش للفلسطينيين وفرض واقع قسري على السكان المحليين.