منذ اندلاع العدوان على فلسطين، يواجه قطاع التعليم أزمة غير مسبوقة، تضاف إلى الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالضفة الغربية وقطاع غزة لم تُفتتح المدارس في الضفة الغربية للعام الدراسي الجديد في الموعد المقرر الاثنين الماضي، إذ أجلت السلطة الفلسطينية بدء الدراسة أسبوعًا فقط بسبب الأزمة المالية، بينما يستمر حرمان طلبة غزة من التعليم منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023 نتيجة العدوان المستمر.
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أكد أن الأزمة المالية مرتبطة بالسياسات الإسرائيلية، مشيرًا إلى توقف صرف الرواتب منذ يوليو/تموز، حيث تلقى موظفو الحكومة آخر راتب بنسبة 60% عن شهر مايو/أيار. وللشهر الرابع على التوالي، ترفض إسرائيل تحويل أموال الضرائب لصالح السلطة، والتي تجاوزت 3 مليارات شيكل، ما يؤثر مباشرة على دفع رواتب العاملين، ومن ضمنهم العاملون في قطاع التعليم.
واقع الطلبة والمدارس
يبلغ عدد طلبة المدارس في فلسطين نحو 1.53 مليون طالب وطالبة، بينهم 829 ألفًا و705 في الضفة الغربية و700 ألف في غزة. في الضفة، يتوزع الطلبة بين 623 ألفًا و140 في المدارس الحكومية، و47 ألفًا و301 في مدارس وكالة الغوث "أونروا"، و159 ألفًا و264 في المدارس الخاصة. ويبلغ عدد المدارس في الضفة الغربية 2497 مدرسة، منها 1948 حكومية، و96 تابعة للأونروا، و453 خاصة، مع إجمالي 53 ألفًا و111 معلمًا، بينهم 40 ألفًا و127 في القطاع الحكومي، و1958 في مدارس الوكالة، و11 ألفًا و26 في المدارس الخاصة.
انتهاكات الاحتلال وتأثيرها على الطلبة والكادر التعليمي
أسفرت الحرب عن استشهاد 18 ألفًا و877 من طلبة المدارس والجامعات وكوادرها التعليمية، إضافة إلى 33 ألفًا و652 جريحًا. في المدارس، بلغ عدد الشهداء 17 ألفًا و345 طالبًا وطالبة وأصيب 26 ألفًا و200، بينما استشهد 746 من الكوادر التعليمية وأصيب 3117.
في قطاع غزة وحده، استشهد 17 ألفًا و237 طالبًا وطالبة وجرح 25 ألفًا، بينما سجلت الضفة الغربية 108 شهداء و741 جريحًا و379 معتقلًا بين الطلبة. على صعيد المعلمين، استشهد 741 في غزة وأصيب 3096، مقابل 5 شهداء و21 جريحًا و182 معتقلًا في الضفة الغربية.
أما الجامعات، فبلغ عدد الشهداء 1532 بينهم 1271 من غزة و35 من الضفة الغربية، مع 4335 جريحًا، و2683 من غزة و231 من الضفة الغربية. في الكادر التعليمي الجامعي استشهد 226 وأصيب 1438، جميعهم من غزة.
الاعتداءات على المباني التعليمية:
شهد قطاع غزة تدميرًا كاملًا لأكثر من 63 مبنى جامعي، بالإضافة إلى 172 مدرسة حكومية، وتضرر 118 مدرسة جزئيًا، إضافة إلى أكثر من 100 مدرسة تابعة لوكالة الغوث. أما في الضفة الغربية، فقد تعرضت 152 مدرسة للتخريب، و28 مدرسة أزيلت من السجل التعليمي نتيجة ترحيل التجمعات السكانية، مع تضرر 8 جامعات من الاقتحام والتخريب.
التعليم في فلسطين أصبح هدفًا مباشرًا للاحتلال، بحيث يعاني الطلبة والكادر التعليمي من فقدان الحياة الآمنة للتعلم، وتدمير البنية التحتية، وانقطاع الرواتب. هذا الواقع يعكس استراتيجية ممنهجة لإضعاف المجتمع الفلسطيني، بينما تبقى أزمة غزة وفشل بدء العام الدراسي مؤشرًا صارخًا على استمرار النزاع وتأثيراته طويلة المدى على الأجيال القادمة.