هل يستعيد العراق دوره الإقليمي عبر عمان؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.04 - 08:56
Facebook Share
طباعة

توجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى مسقط في خطوة تعكس رغبة بغداد في استعادة حضورها الاستراتيجي على الساحة الإقليمية، الزيارة حملت أبعاداً مزدوجة، تجمع بين تعزيز التعاون الثنائي الاقتصادي والسياسي، والمساهمة في قضايا إقليمية حساسة، بما يعكس رؤية الحكومة العراقية لاستعادة دورها المؤثر بعد فترة تراجع محددة.

خلال المحادثات تم توقيع عدة مذكرات تفاهم شملت مجالات الطاقة، النقل البحري، السياحة، الصناعة النفطية، إدارة الموانئ، التعليم، والاتصالات، إضافة إلى الاتفاق على تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، هذه الخطوات تعكس حرص بغداد على استثمار العلاقات الاقتصادية لتحقيق مكاسب استراتيجية، وربط الملفات الاقتصادية بالسياسية لتقوية موقعها الإقليمي.
غير أن جوهر المحادثات كان مرتبطًا بملفات إقليمية شديدة الحساسية، في تصريحات مصادر لصحف عربية، داخل الإطار السياسي ذكرت أن النقاش تناول مسارين أساسيين: الأول يتعلق بالمفاوضات المتوقفة مع القوى العالمية حول ملفات استراتيجية، والثاني يرتبط بالتوترات بين القوى الإقليمية، مع مساعي لفتح قنوات حوار غير مباشرة بين الأطراف المعنية، سلطنة عمان لعبت دور الوسيط، لتوفير منصة لتبادل المعلومات والتفاهمات، وهو ما يعكس دورها التقليدي كطرف محايد قادر على ربط بغداد بالقضايا الكبرى في المنطقة.

تحليل العلاقات يظهر أن العراق يمتلك نفوذًا استشاريًا محدودًا لدى بعض الأطراف الإقليمية، خصوصًا عبر شخصيات سياسية موثوقة في الحكومة العراقية، الذين تحظى مواقفهم بثقة الجهات المعنية، هذا النفوذ يسمح لبغداد بتقديم رؤى واستشارات تؤخذ بعين الاعتبار في ملفات حساسة، لكنه لا يمنحها القدرة على التحكم بالقرارات أو فرض النتائج.
في الوقت نفسه، الاستفادة من هذه القنوات تعزز قدرة العراق على حماية مصالحه الوطنية ومنع أي تصعيد قد يؤثر على أمنه القومي، سواء في سياق التوترات الإقليمية أو في المفاوضات الدولية.

ويرى محللون إن زيارة السوداني تعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى استعادة الدور الإقليمي من خلال الجمع بين البعد الاقتصادي والسياسي. الخطوة تؤكد حرص بغداد على المشاركة في صنع القرارات الإقليمية، واستغلال موقعها الجغرافي وعلاقاتها مع دول محورية لتحقيق تأثير نسبي على الملفات الكبرى.
كما تظهر النوايا العراقية لتوسيع شراكات موثوقة مع سلطنة عمان، للاستفادة من مكانتها كوسيط محايد في تعزيز الاستقرار الإقليمي.

العراق يسعى من خلال هذه الزيارة لإعادة بناء حضوره الاستراتيجي، وترسيخ موقعه كلاعب مؤثر في الملفات الإقليمية، دون الإفراط في الاعتماد على النفوذ المباشر، بل من خلال الوساطة والتنسيق الاستشاري. هذه السياسة تعكس وعي بغداد بحدود تأثيرها، مع استثمار الفرص لتعزيز موقعها السياسي والاقتصادي، وتأمين مصالحها الوطنية في بيئة إقليمية متشابكة ومعقدة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7