بين السياسة والرمزية الدينية.. مشاركة أمريكية في فعالية استيطانية بالقدس

2025.09.04 - 11:41
Facebook Share
طباعة

تستعد الساحة السياسية في الشرق الأوسط لاستقبال حدث مثير للجدل مع الإعلان عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، للمنطقة منتصف سبتمبر الجاري. الزيارة تتخذ بعدًا حساسًا، خصوصًا بعد الكشف عن نية روبيو المشاركة في فعالية ينظمها مستوطنون في موقع أثري يقع أسفل قرية سلوان الفلسطينية، على بُعد أمتار من المسجد الأقصى، وهو ما قد يشعل توترًا سياسيًا ودبلوماسيًا جديدًا في القدس الشرقية.

 

بحسب ما كشفه مراسل موقع أكسيوس، فإن روبيو سيشارك يوم 14 سبتمبر في فعالية وُصفت بـ"الحساسة سياسيًا"، كونها تقام في موقع أثري محل نزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. هذا الموقع، الذي يرتبط بمشاريع استيطانية تهدف إلى تعزيز الوجود اليهودي في محيط المسجد الأقصى، يعد من أكثر النقاط الساخنة في ملف القدس. مشاركة شخصية أمريكية رفيعة المستوى في مثل هذا الحدث تضيف إليه بعدًا دوليًا جديدًا.


القدس الشرقية تُعتبر جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومصيرها من أكثر الملفات تعقيدًا في أي مفاوضات مستقبلية. وجود وزير خارجية أمريكي في فعالية يقيمها مستوطنون يعطي إشارة ضمنية إلى انحياز واشنطن لمشاريع إسرائيلية مثيرة للجدل، وهو ما قد يُفسَّر كمسعى لتثبيت واقع ميداني جديد على حساب الفلسطينيين. مثل هذه الخطوة من شأنها أن تزيد من تعقيد العلاقات الأمريكية – الفلسطينية، وتثير استياءً عربيًا وإسلاميًا واسعًا.


من المرجح أن تثير الزيارة غضبًا شديدًا لدى القيادة الفلسطينية والفصائل الوطنية والإسلامية، التي ستعتبر مشاركة روبيو في هذا الحدث استفزازًا مباشرًا وتعديًا على الحقوق الفلسطينية في القدس. ردود الفعل قد تتراوح بين بيانات إدانة رسمية، وتصعيد ميداني عبر مظاهرات واحتجاجات في القدس والضفة الغربية. وربما تتحول هذه الزيارة إلى نقطة اشتعال إضافية في ظل الوضع المتوتر أصلًا في الأراضي الفلسطينية.

 

على المستوى الإقليمي، قد تجد الإدارة الأمريكية نفسها في مواجهة ضغوط عربية وإسلامية، خاصة من الأردن الذي يعتبر نفسه وصيًا على المقدسات الإسلامية في القدس، ومن دول أخرى مثل السعودية وتركيا. كما أن المجتمع الدولي، عبر الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد ينظر بقلق إلى خطوة واشنطن، لما تمثله من خرق للتوازن المطلوب في التعامل مع ملف القدس.

 

زيارة ماركو روبيو للقدس الشرقية للمشاركة في "حدث حساس" تنظمه مجموعات استيطانية قد تعمق من عزلة الولايات المتحدة في هذا الملف وتُظهرها كطرف منحاز تمامًا لإسرائيل. في وقت يشهد فيه الإقليم توترات متصاعدة، فإن مثل هذه الخطوة قد تزيد من احتمالات انفجار جولة جديدة من المواجهات في القدس والضفة الغربية، وتضع الدبلوماسية الأمريكية في موضع الاتهام بدل أن تكون وسيطًا. وهكذا، يتحول حدث بروتوكولي إلى نقطة اختبار كبرى لمكانة واشنطن في المنطقة.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6