بين شروط إسرائيل وعرض ترامب: معركة سياسية حول مصير غزة

2025.09.04 - 10:03
Facebook Share
طباعة

دخلت المواجهة بين إسرائيل وحركة حماس مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والإعلامي، بعدما تداخلت الضغوط الأميركية مع المواقف الإسرائيلية المتشددة. فبينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الإفراج الفوري عن عشرين رهينة إسرائيلية سيؤدي إلى إنهاء الحرب، ردت حماس باستعدادها لصفقة شاملة تشمل جميع الأسرى. إلا أن إسرائيل سارعت إلى التقليل من شأن الرد، معتبرة أنه "كلام فارغ" لا يغيّر من شروطها الصارمة لإنهاء الحرب.


وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وصف بيان حماس بأنه استمرار لـ"المخادعة"، مؤكدًا أن الجيش يستعد بكامل قوته لتوسيع عملياته. وكررت الحكومة الإسرائيلية شروطها لوقف الحرب، وعلى رأسها:

. إطلاق سراح جميع الرهائن دون استثناء.

. نزع سلاح حماس والفصائل المسلحة.

. فرض سيطرة أمنية إسرائيلية مباشرة على قطاع غزة.

. تشكيل حكومة مدنية "بديلة" لا تشكل تهديدًا لإسرائيل.

 

ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن هذه الشروط وحدها تضمن منع تكرار هجمات شبيهة بعملية 7 أكتوبر، التي شكلت نقطة الانفجار الكبرى في الحرب الحالية.

 

ترامب، الساعي لتقديم نفسه كوسيط حاسم، كتب عبر منصته "تروث سوشيال" أن تسليم جميع الرهائن العشرين "سيغير كل شيء بسرعة"، واعدًا بإنهاء الحرب فورًا. ويبدو أن هذا الطرح جاء في سياق محاولة لاختبار جدية حماس، ودفعها لتقديم تنازلات ملموسة.
في المقابل، وصف المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف موقف حماس بـ"الإيجابي"، في إشارة إلى إمكانية تحريك ملف الوساطة نحو تسوية أوسع، إذا ما توافقت الأطراف على آليات التنفيذ.

 

الحركة أعلنت، الأربعاء، استعدادها لإبرام "صفقة شاملة" تشمل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، في مقابل ترتيبات متفق عليها تنهي الحصار المستمر على غزة وتضمن وقف العدوان. هذا الإعلان اعتبره البعض تحوّلًا في خطاب حماس من التمسك بالتصعيد إلى محاولة طرح رؤية للحل، لكنه قوبل في إسرائيل بتشكيك كامل، ورفض اعتباره أساسًا للتفاوض.

 

على الأرض، يستمر الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عملية "عربات جدعون" التي تستهدف السيطرة الكاملة على مدينة غزة. فقد أعلن رئيس الأركان إيال زامير الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من العملية، عبر تكثيف القتال وتعميق المناورة البرية. ويبدو أن إسرائيل تراهن على ضغط عسكري متصاعد لتقويض قدرة حماس على المناورة السياسية، وإجبارها على القبول بالشروط الإسرائيلية.

 

تكشف التطورات الأخيرة عن معادلة شديدة التعقيد: ترامب يسعى لفرض تسوية سريعة تعزز مكانته السياسية، حماس تحاول الظهور بمرونة مشروطة أمام المجتمع الدولي، بينما تصر إسرائيل على موقفها الصلب، معتبرة أن أي تنازل قبل تحقيق أهداف الحرب يُعد إخفاقًا استراتيجيًا. وفي ظل استمرار العمليات العسكرية على الأرض، يبدو أن الميدان سيظل هو العامل الحاسم الذي يحدد ما إذا كانت الحرب ستتوقف عند "صفقة شاملة" أو ستتواصل حتى فرض الشروط الإسرائيلية بالكامل.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2