تواصلت حرب التصريحات والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، بعد إعلان الأخيرة تنفيذ عملية عسكرية جديدة استهدفت مواقع إسرائيلية، ورد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس بتوعد بضربات مضاعفة. هذا التطور يعكس اتساع دائرة الصراع في المنطقة وتزايد احتمالات التصعيد الإقليمي.
في منشور له على منصة "إكس"، قال كاتس: "الحوثيون يطلقون الصواريخ على إسرائيل مرة أخرى، ضربة الظلام، ضربة الأبكار. سنكمل الضربات العشر كلها"، في إشارة رمزية تحمل بعدًا تصعيديًا يعكس نية إسرائيل الاستمرار في الرد العسكري.
الهجوم الحوثي الأخير استهدف – وفق بيان صادر عن الجماعة – "مواقع حساسة" للجيش الإسرائيلي في منطقة يافا، مستخدمين صواريخ وطائرات مسيّرة. الحوثيون شددوا في بيانهم على أن إسرائيل لن تنعم بالأمن والاستقرار، وأن وتيرة العمليات ستتصاعد خلال المرحلة المقبلة.
من جانبها، ترى تل أبيب أن تكرار هذه الهجمات يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وهو ما يدفعها لتصعيد الرد العسكري، في وقت تواصل فيه إسرائيل إدارة معارك متزامنة على أكثر من جبهة، أبرزها مع حزب الله في لبنان وغزة.
التصريحات الأخيرة من تل أبيب وصنعاء تشير إلى أن الصراع مرشح لمزيد من التصعيد، وسط غياب أي أفق دبلوماسي للتهدئة. ومع استمرار الحوثيين في استهداف العمق الإسرائيلي، وردود تل أبيب الموعودة، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة أكثر خطورة، حيث تتحول الحرب تدريجيًا من صراع محلي إلى مواجهة إقليمية مفتوحة.
يأتي التصعيد المتبادل بين الحوثيين وإسرائيل بعد الضربة الجوية التي نفذتها تل أبيب في 28 أغسطس 2025 على صنعاء، وأسفرت عن مقتل رئيس وزراء حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وعدد من وزرائه وكبار مسؤولي حكومته خلال اجتماع وزاري. وقد عُدّ هذا الهجوم سابقة نوعية، كونه استهدف القيادة السياسية للجماعة مباشرة، وليس فقط مواقع عسكرية أو بنى تحتية.
عقب الغارة، أعلن الحوثيون تعيين محمد أحمد مفتاح رئيسًا للوزراء بالوكالة، فيما توعّد قادة الجماعة بالرد على العملية، معتبرين أنها تمثل "إعلان حرب مفتوحة" من إسرائيل. ومنذ ذلك الحين تصاعدت وتيرة الهجمات الحوثية باتجاه العمق الإسرائيلي، ما دفع تل أبيب إلى التلويح بمزيد من العمليات النوعية ضد أهداف في اليمن.
هذا التطور يطرح عدة تساؤلات حول مدى قدرة إسرائيل على التعامل مع جبهة ثالثة مفتوحة قادمة من اليمن، إلى جانب الضغوط المتزايدة في الشمال والجنوب. كما يعكس تصميم الحوثيين على إدخال إسرائيل في حرب استنزاف طويلة المدى، ضمن محور إقليمي أوسع يضم إيران وحلفاءها.