وسائل إعلام عالمية تكشف تحركات إسرائيل تجاه فلسطين
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
تناولت صحف عالمية مؤخراً تصاعد التوتر بين إسرائيل والدول الغربية حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية في قطاع غزة والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، ما يعكس تعقيد المشهد السياسي على الأرض وارتفاع المخاطر المرتبطة بصراع طويل الأمد.
الخلفيات السياسية والدبلوماسية:
ذكرت صحيفة معاريف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي تواجهه ملاحقات قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية، يدرس خطوات لتعزيز "السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية، إلى جانب تنفيذ إجراءات انتقامية ضد السلطة الفلسطينية والدول التي تعلن دعمها لمبادرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتأتي هذه التحركات قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي من المتوقع أن تشهد إعلاناً بقيادة فرنسا ودول أخرى حول الاعتراف بفلسطين، بينما تسعى إسرائيل للضغط على الولايات المتحدة للتدخل وعرقلة المبادرة.
ورأت صحيفة لوموند الفرنسية أن استمرار الاستيطان والسيطرة على الأراضي الزراعية ومصادر المياه يعكس توجهًا إسرائيليًا يستهدف تقويض أي أمل في قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وتوضح الصحيفة أن جهود حل الدولتين تواجه صعوبة متزايدة بسبب هذا الواقع المعقد على الأرض، خصوصًا منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
التطورات الميدانية في قطاع غزة:
في المقابل، تكافح إسرائيل لتعبئة الجنود الاحتياطيين، وفق ما أوردت صحيفة وول ستريت جورنال، التي أشارت إلى استنفاد الجنود الإسرائيليين بعد سنوات من القتال في عدة جبهات، نقلت الصحيفة عن أحد الجنود الذي خاض القتال لمدة 400 يوم في غزة قوله إن "الناس يموتون عبثًا، ونتنياهو يطيل أمد الحرب لأسباب سياسية شخصية"، ما يعكس حالة الإحباط والشكوك المتزايدة حول جدوى العمليات العسكرية المستمرة.
الانقسامات الدولية والأميركية:
ركزت صحيفة التلغراف على الانقسام داخل الساحة السياسية الأميركية، حيث حذر عدد من الشخصيات المحافظة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من أن دعم حرب إسرائيل في غزة يشكل عبئًا سياسيًا على الولايات المتحدة وأشار كيرت ميلز، المدير التنفيذي لمجلة "المحافظ الأميركي"، إلى أن مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تراجعت مع مرور الوقت، ما يقلل من القدرة على تبرير انخراطها المباشر في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
السيناريوهات المستقبلية:
ناقشت صحيفة هآرتس السيناريوهات المحتملة في حال فاز نتنياهو في الانتخابات المقبلة، محذرة من أن فوزه قد يؤدي إلى تسريع التحول نحو دولة استبدادية دينية عنصرية، وزيادة العزلة الدولية، مع تهديد المشروع الصهيوني داخليًا على المدى الطويل، وقد يتسبب ذلك في تفكك اجتماعي وسياسي يصعب إصلاحه.
تتزامن الضغوط الدولية مع تحركات إسرائيلية لفرض السيطرة على الضفة الغربية وعرقلة الاعتراف الدولي بفلسطين، بينما تتزايد التحديات الداخلية والخارجية المتعلقة بالحرب على غزة. المشهد السياسي يبدو أكثر تعقيداً، مع مخاطر متصاعدة على الاستقرار الإقليمي، وضعف فرص حل الدولتين، وتصاعد الانقسامات الدولية والأميركية بشأن دور إسرائيل في النزاع.
