حركة "أنصار الله" اليمنية، المعروفة بالحوثيين، نفذت اليوم الثلاثاء عدة عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، شملت استهداف سفينة مرتبطة بإسرائيل وعمليات داخل العمق الإسرائيلي.
تأتي هذه التحركات في وقت يتصاعد فيه التوتر في غزة، مع استمرار الحصار الإسرائيلي وتصاعد العمليات العسكرية ضد المدنيين، وهو ما اعتبره الحوثيون مبررًا لدخولهم على خط الصراع دعماً للفلسطينيين.
العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، أكد أن أربع طائرات مسيرة من طراز صماد4 استهدفت منشآت إسرائيلية حساسة، بينها مبنى هيئة الأركان في يافا، محطة كهرباء الخضيرة، مطار اللد وميناء أسدود. كما تم استهداف السفينة MSC ABY شمال البحر الأحمر، لارتباطها بإسرائيل وانتهاكها قرار حظر الملاحة في موانئ فلسطين. العمليات وصفت بأنها رد على ما اعتبروه "جرائم الإبادة الجماعية وتجويع المدنيين في غزة"، مع التأكيد على استمرار الدعم للفلسطينيين حتى رفع الحصار.
تحليل هذه التحركات يظهر أن الحوثيين يسعون إلى توسيع رقعة المواجهة لتشمل البحر الأحمر والعمق الإسرائيلي، ما يعكس استراتيجية مزدوجة وفق ما يرى مراقبون: أولاً، استغلال الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لكسب موقع إقليمي ودعم شعبي عربي، وثانياً، إرسال رسائل تحذيرية للمجتمع الدولي والدول الإقليمية، خصوصًا السعودية والإمارات، حول قدرتهم على ضرب المصالح الإسرائيلية والخليجية في حال استمرار العمليات ضد اليمن.
العمليات الأخيرة تأتي بعد فترة شهدت تصعيداً في الصواريخ والطائرات المسيرة من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية، حيث سقط صاروخان في السعودية دون اعتراض. ويعكس ذلك قدرة الحوثيين المتزايدة على توسيع نطاق العمليات، بما يشمل الملاحة البحرية، والأهداف المدنية والعسكرية في العمق الإسرائيلي.
استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة يتيح تنفيذ ضربات دقيقة نسبياً ضد أهداف استراتيجية، ما يزيد من صعوبة الردع الإسرائيلي التقليدي.
من الناحية الإقليمية، استهداف السفينة MSC ABY يشير إلى مخاوف بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر، الذي يعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، بما في ذلك صادرات النفط من الخليج. أي تصعيد مستقبلي قد يؤثر على الاقتصاد العالمي وأسعار الطاقة، ويزيد الضغوط على إسرائيل ودول التحالف العربي في البحر الأحمر.
في سياق التحليل السياسي، يمكن النظر إلى هذه العمليات على أنها محاولة من الحوثيين لكسب نفوذ دبلوماسي في الملف الفلسطيني، وتوسيع رصيدهم في المعادلة الإقليمية، خصوصاً مع استمرار الحصار على غزة وتصاعد الخلافات الإقليمية حول الصراع.
هذا التوسع يعكس أيضًا استعداد الحوثيين لتغيير قواعد الاشتباك التقليدية، ما يضع إسرائيل أمام تحديات جديدة في الدفاع عن عمقها ومصالحها البحرية.
يرى محللون آخرون إلى أن الحوثيين بدأوا في استغلال الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لتأكيد حضورهم العسكري والسياسي على الساحة الإقليمية، مع التركيز على استهداف نقاط حساسة في إسرائيل والملاحة البحرية، ما يضاعف المخاطر الأمنية في المنطقة ويطرح تساؤلات حول قدرة المجتمع الدولي على ضبط التصعيد في البحر الأحمر وشرق المتوسط.