انتهاكات السويداء وأبعادها السياسية والأمنية

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.02 - 07:11
Facebook Share
طباعة

كشفت منظمة العفو الدولية عن تنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء في السويداء، جنوب سوريا، خلال منتصف يوليو، طالت أفراداً من الطائفة الدرزية. وأظهرت الأدلة التي جمعتها المنظمة مقاطع فيديو وصوراً توثق مقتل رجال ونساء في أماكن مختلفة، بما في ذلك المنازل والساحات العامة والمدارس والمستشفيات.
ويُظهر التحقيق حجم التوترات المحلية بين الجماعات المسلحة والأقليات، والتداخل بين العمليات العسكرية والاحتياجات الأمنية، ويبرز الحاجة إلى إجراءات واضحة للمساءلة والتحقيق في الانتهاكات، ضمن بيئة إقليمية معقدة تؤثر على استقرار المنطقة.

خلفيات الصراع:

تأتي هذه الأحداث بعد تصاعد التوتر بين الجماعات الدرزية المسلحة والمقاتلين من العشائر البدوية في المنطقة، ما أدى إلى اشتباكات مسلحة قبل تدخل القوات الحكومية لإعادة فرض حظر التجول و"الاستقرار".
وفي اليوم نفسه، شنت إسرائيل غارات جوية أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من القوات السورية، ما ساهم في زيادة حدة العنف المحلي.
ويشير مراقبون إلى أن التداخل بين النزاعات المحلية والإجراءات العسكرية الخارجية يعكس هشاشة الأمن في جنوب سوريا وتعقيد الحسابات بين القوى الإقليمية.

عمليات الإعدام وأدلة التحقيق:

توثق المنظمة عمليات إعدام تمت في منازل وساحات عامة ومدارس ومستشفيات وقاعات احتفالات، شملت إطلاق شعارات طائفية ومعاملة مهينة لرجال الدين الدرزيين.
المقاطع المصورة والفيديوهات التي تحققت منها المنظمة تظهر رجالًا يرتدون زيًا عسكريًا أو مدنيًا ذا طابع عسكري، بعضهم يحمل شارات رسمية، يعملون بالتعاون مع قوات تابعة للحكومةكما أجرى المختبر الرقمي التابع للمنظمة تحليلاً للأسلحة والمعدات المستخدمة، موثقًا الروابط بين القوات الرسمية والمسلحين المحليين.

الأبعاد السياسية والأمنية:

يشير مراقبون إلى أن هذه الانتهاكات تكشف عن ضعف مؤسسات المساءلة في سوريا، وتظهر محدودية قدرة السلطات على التحكم الكامل بالمجموعات المسلحة التابعة لها، خصوصًا في مناطق الحدودية والإقليمية الحساسة. وتدل الأحداث على أن استخدام القوة الأمنية لمواجهة النزاعات المحلية غالبًا ما يتحول إلى أداة ضغط وتهديد للأقليات، ما يزيد من إحباط السكان ويعزز الانقسامات الطائفية.

الرد الرسمي والدور الإقليمي:

رغم إصدار الرئاسة السورية ووزارات الدفاع والداخلية والعدل بيانات تدين الانتهاكات وتعلن اتخاذ إجراءات للتحقيق، يرى مراقبون أن التحديات أمام تطبيق العدالة لا تزال كبيرة. ويضيفون أن التدخلات الإقليمية، مثل الضربات الجوية الإسرائيلية، تزيد من تعقيد المشهد الأمني وتربط بين النزاعات المحلية والسياسات الإقليمية، ما يعكس هشاشة الاستقرار في جنوب سوريا وافتقار الأطراف إلى استراتيجية متكاملة لإدارة الأزمة.

آثار الأحداث ومستقبل المنطقة:

يؤكد مراقبون أن استمرار الانتهاكات خارج نطاق القضاء يهدد الأمن المجتمعي في السويداء، ويزيد من تعقيد جهود المصالحة وإعادة بناء مؤسسات الدولة كما أن استخدام العنف ضد الأقليات يترك آثارًا طويلة على النسيج الاجتماعي ويخلق بيئة خصبة لاستمرار النزاعات المسلحة. ورغم التعهدات الرسمية بمحاكمة المسؤولين، فإن غياب شفافية التحقيقات والمساءلة الفعلية يترك المنطقة معرضة لمزيد من التصعيد في حال لم تُعالج جذور النزاع المحلية والإقليمية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 2