ترامب يحذر: استمرار الحرب يضع إسرائيل في مواجهة ساحة الرأي العام العالمي
في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل، رغم المكاسب العسكرية في غزة، تواجه خسائر استراتيجية في مجال الرأي العام الدولي. التصريحات تأتي في وقت يزداد فيه الضغط على تل أبيب بسبب استمرار العمليات العسكرية في القطاع، وسط قلق عالمي متصاعد حول الأوضاع الإنسانية وارتفاع عدد الضحايا المدنيين.
ترامب أشار بوضوح إلى أن "الناس نسوا ما حدث في 7 أكتوبر"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه حماس، لكنه أضاف أن استمرار الحملة العسكرية يضر بصورة إسرائيل في الخارج. هذا التحليل يكشف وعي ترامب العميق بأهمية الصورة الدولية في السياسة الإسرائيلية، ويعكس تقديره للدور المتغير للرأي العام في صناعة القرارات السياسية الكبرى.
على المستوى العسكري، أكد ترامب دعمه لإسرائيل في مسعاها للسيطرة على مدينة غزة، مشيرًا إلى أن القضاء على حماس يمثل شرطاً أساسياً لتحرير الرهائن. ويكشف هذا الموقف عن فهم ترامب للعلاقة بين العمليات العسكرية والاستراتيجية السياسية، حيث يربط بين تحقيق أهداف عسكرية مباشرة وتحسين الموقف التفاوضي على صعيد الأسرى والمجتمع الدولي.
من منظور الزمن العسكري، تشير التقديرات إلى أن السيطرة الكاملة على مدينة غزة قد تستغرق بين أربعة وخمسة أشهر، تليها عمليات محتملة في مخيمات اللاجئين في القطاع الأوسط. هذه الحسابات تعكس التحديات اللوجستية والمعقدة التي تواجه الجيش الإسرائيلي، والتي من المحتمل أن تؤثر على صبر الجمهور المحلي والدولي تجاه استمرار الصراع.
في الشق السياسي الداخلي، أبدى ترامب وعيه بتراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل، بما في ذلك داخل الحزب الجمهوري. وقال: "أنا على علم بذلك"، مضيفاً أن التأثير السياسي لإسرائيل في الكونغرس الأمريكي كان في الماضي "الأقوى في الكونغرس"، لكنه تراجع في السنوات الأخيرة. هذا التوجه يعكس ديناميكية جديدة في السياسة الأمريكية، حيث بدأت شرائح من الجمهور والمؤسسات تعيد تقييم علاقتها بإسرائيل في ضوء الأحداث الأخيرة، بما في ذلك العمليات العسكرية والانتهاكات الإنسانية المحتملة.
تصريحات ترامب تأتي في سياق تصاعد الصراع في غزة بعد هجمات أكتوبر، التي أدت إلى مقتل المئات وجرح الآلاف، وأثارت موجة من الإدانات الدولية. إسرائيل تسعى لاستعادة السيطرة على غزة، لكن العمليات العسكرية الطويلة تزيد الضغط على الحكومة من الداخل والخارج. من ناحية أخرى، المجتمع الدولي يطالب بضبط النفس وحماية المدنيين، ما يجعل إسرائيل تواجه صعوبة في تحقيق أهدافها دون تكلفة سياسية ودبلوماسية عالية.
تحليل تصريحات ترامب يكشف رؤية استراتيجية تربط بين الانتصار العسكري والإدارة السياسية للصورة الدولية. الحرب قد تحقق أهدافاً فورية، لكن استمرارها دون خطة سياسية واضحة يضع إسرائيل أمام تحديات معقدة في الرأي العام العالمي، وهو ما قد يؤثر على تحركاتها المستقبلية داخل غزة وخارجها.
