وفقاً للصحف العبرية، من المتوقع أن يبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي غداً، حشد نحو 60 ألف جندي احتياطي استعداداً لعملية عسكرية واسعة داخل مدينة غزة.
هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، بعد أكثر من عامين من العمليات العسكرية في المناطق المحيطة، وسط تضاعف المخاطر على المدنيين والرهائن، الأمر الذي دفع الجيش إلى تعديل قواعد الاشتباك بشكل صارم.
جنود الاحتياط سيخضعون لتدريبات وتنظيم لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، حيث تحل بعض الوحدات محل الجنود النظاميين في قطاعي الدفاع والقتال بالشمال، بينما ستشارك ألوية أخرى في المعارك داخل غزة، ويخصص جزء آخر لتعزيز وجود الجيش في الضفة الغربية.
في الوقت نفسه، بدأت عمليتا تطويق المدينة عبر الفرقتين 99 و162؛ الأولى تتقدم من الشمال، والثانية تتجه نحو أحياء الزيتون والصبرة لتأمينها تدريجيًا.
موازاةً مع ذلك، أعلن جيش الاحتلال عن فتح ممر جنوب غربي للسكان الراغبين في المغادرة إلى مناطق إنسانية، تمهيدًا للمرحلة التالية التي تشمل تجريف الأراضي وتقليل حدة الاشتباكات داخل المدينة.
التغيير الأبرز في خطة الهجوم يكمن في إجراءات إطلاق النار. فقد أصبحت الموافقة على الهجمات مشروطة بتوافر معلومات مؤكدة عن خلو المنطقة من الرهائن، بدلًا من الاعتماد على تقديرات سابقة أو غياب معلومات عن وجود رهائن.
كما سيتم الحد من استخدام المدفعية، ولن يُسمح بالقصف إلا بتصاريح خاصة، في محاولة لتقليل الأضرار الجانبية.
هذه الخطوة تُظهر وعي الجيش بتعقيد الوضع في غزة، حيث المدينة مكتظة بالسكان ومبانيها شاهقة، ما يجعل العمليات البرية أكثر خطورة من المناطق المفتوحة أو الريفية التي عمل فيها الجيش سابقًا.
تغيير الخطة يعكس عدة أسباب: أولها الحاجة لتجنب سقوط رهائن أو إصابات مدنية كبيرة قد تُفاقم الأزمة الإنسانية. ثانيًا، الضغط الدولي المتزايد الذي يفرض قيودًا على استخدام القوة المفرطة، خصوصًا في المناطق الحضرية.
السيناريوهات المحتملة تشمل:
تصعيد المواجهات في الأحياء الداخلية: في حال مقاومة قوية من المسلحين، قد تتعرض العمليات لتعقيدات، بما يفرض على الجيش تعديل خططه أو تكثيف الدعم اللوجستي والقتالي.
أزمة إنسانية محتملة رغم الإجراءات: فتح الممرات للسكان قد يقلل الضغط، لكن الحركة الجماعية للسكان أثناء القتال قد تؤدي إلى صعوبات لوجستية أو أخطاء في التقدير العسكري، خصوصًا مع المباني العالية والكثافة السكانية.
تأثير على الضفة الغربية: مشاركة بعض وحدات الاحتياط في تعزيز وجود الجيش قد يحد من قدرة الجيش على الاستجابة لمستجدات في الضفة الغربية، ما قد يشكل تهديدًا أمنيًا جديدًا.
هذه المعادلة تظهر أن العملية لن تكون مجرد هجوم تقليدي، بل اختبارًا لقدرة الجيش على تنفيذ عمليات حضرية دقيقة، تحمي المدنيين والرهائن في الوقت ذاته، مع الحفاظ على ضغط عسكري مستمر على القوى المسلحة داخل القطاع.