لماذا تتزايد حالات الانتحار بين جنود الاحتلال الإسرائيلي؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.01 - 08:33
Facebook Share
طباعة

تعاني إسرائيل من أزمات داخلية متعددة، تظهر بشكل واضح في المؤسسة العسكرية التي تواجه ضغطًا هائلًا نتيجة النزاعات المستمرة في الأراضي الفلسطينية، بينما تركز القيادة على العمليات العسكرية وفرض السيطرة، يتعرض الجنود لضغوط نفسية شديدة نتيجة الإجبار على المشاركة في حروب متكررة في مناطق مأهولة بالمدنيين، ما يزيد من المخاطر عليهم ويكشف هشاشة الدولة التي تدعي القوة في الخارج، بينما تواجه انهيارًا نفسيًا داخليًا بين مقاتليها.
تأتي هذه الأزمات النفسية في ظل ظروف الفلسطينيين القاسية تحت الاحتلال والحصار المستمر، حيث يعيش المدنيون ضحايا الحروب اليومية، بينما الجنود الإسرائيليون يُجبرون على مواجهة هذه الحرب في بيئات معقدة ومليئة بالمخاطر.

في واقعة جديدة أثارت القلق داخل المؤسسة العسكرية، عُثر مؤخرًا على جندي من وحدة جولاني متوفى داخل قاعدة شمال إسرائيل، حيث لم يكن يحمل أي علامات عنف خارجي، ما يشير إلى انتحاره، وتم إبلاغ عائلته رسميًا.
وأطلقت الشرطة العسكرية تحقيقًا موسعًا لفهم ملابسات الحادث، في وقت تشير فيه التقارير إلى أن هذه الحوادث أصبحت أكثر تكرارًا بين صفوف الجنود.

تشير بيانات وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى تسجيل 18 حالة انتحار بين الجنود منذ بداية عام 2025، في رقم يعكس ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث كانت الحصيلة في عام 2024 حوالي 21 حالة، وفي 2023 نحو 17 حالة.
هذه الأرقام تبين أزمة عميقة داخل الجيش الإسرائيلي، وتوضح كيف أن الضغوط النفسية المستمرة نتيجة القتال والإجبار على المشاركة في عمليات عسكرية خطيرة تؤثر على الجنود بشكل مباشر، بينما المجتمع الإسرائيلي يواصل الحديث عن قوة الجيش وسيطرته على الأراضي المحتلة.

يجد الجنود أنفسهم مضطرين لخدمة الدولة والمشاركة في عمليات قتالية مستمرة في مناطق ساخنة، حيث يتعرضون للموت وفقدان زملائهم يوميًا ويعيشون حالة من الخوف المستمر والقلق النفسي وفق ما يرى مراقبون.
ايضاً التدريب المكثف وطبيعة المهام الطويلة تجعلهم عرضة للاكتئاب والقلق المزمن، خاصة مع شعورهم بالإجبار على تنفيذ أوامر الحرب، ما يضاعف من معاناتهم ويبرز هشاشة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية داخلياً.

رغم وجود وحدات دعم نفسي داخل الجيش، إلا أن هذه الخدمات غالبًا ما تكون محدودة وغير كافية لمواجهة حجم الأزمة، أيضاً وصمة الاعتراف بالمعاناة النفسية تمنع بعض الجنود من طلب المساعدة، مما يزيد من احتمال تعرضهم لحالات انتحار.
تعكس هذه الحوادث الضغط النفسي الهائل الذي يعيشونه، وتبرز هشاشة إسرائيل الداخلية، بينما يواصل الفلسطينيون معاناتهم اليومية تحت الاحتلال والحصار، في وقت تُظهر فيه الأرقام حجم الأزمة النفسية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7