محاولة اغتيال قيادي سابق بأحرار الشام في درعا .. التفاصيل الكاملة؟

2025.09.01 - 12:54
Facebook Share
طباعة

 شهدت محافظة درعا في الأول من أيلول/سبتمبر 2025 محاولة اغتيال استهدفت القيادي السابق في حركة أحرار الشام، منيف مثقال قداح، المعروف بلقب "منيف الزعيم"، وذلك بعد إطلاق النار عليه في مدينة درعا.


قداح أُصيب برصاصتين في الرأس والعمود الفقري، ونُقل بداية إلى المشفى الوطني بدرعا، ثم جرى تحويله إلى العاصمة دمشق لمتابعة العلاج، حيث وُصفت حالته الصحية بأنها خطيرة. ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية.


خلفية شخصية ومسار مهني
ولد منيف قداح في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي عام 1972. تخرج عام 1993 من المعهد المتوسط الصحي باختصاص فني صيدلة، وعمل في صيدلية نقابة المعلمين ثم في المستشفى الوطني في الحراك. كما تولى رئاسة نادي "الحراك" الرياضي، ما منحه حضوراً اجتماعياً في بلدته.


قداح ينحدر من عائلة معروفة بتنوع انتماءاتها السياسية. بعض أفرادها شغلوا مواقع داخل حزب "البعث" سابقاً، في حين كان آخرون ضمن صفوف المعارضة. هذا التباين لم يمنعه من اتخاذ موقف واضح مع انطلاق الحراك الشعبي عام 2011، حيث برز كأحد أبرز الأصوات الإعلامية في المحافظة.


دوره في الحراك الثوري
مع بداية المظاهرات في درعا، عُرف قداح باسم "منيف الزعيم"، وشارك بفعالية في نقل أحداث المحافظة إلى الإعلام العربي والدولي. ظهر في عدة قنوات لتوضيح ما يجري في الجنوب السوري، وساهم في توثيق الانتهاكات وإيصالها إلى الرأي العام.


إلى جانب نشاطه الإعلامي، عمل قداح في المجال الإنساني، حيث قام بتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية للجرحى، خصوصاً في ظل المخاوف من تلقي العلاج داخل مشافي الدولة آنذاك. هذا الدور عزز من مكانته في أوساط المجتمع المحلي.


ارتباطه بحركة أحرار الشام
خلال سنوات الصراع المسلح، تولى منيف قداح موقعاً قيادياً في حركة أحرار الشام الإسلامية، وكان اسمه مرتبطاً بالعمل التنظيمي والسياسي في تلك المرحلة. ومع تراجع العمليات العسكرية وانحسار نفوذ الفصائل، حافظ على حضوره من خلال العمل المدني والإنساني.


سنوات خارج البلاد ثم العودة
بعد عام 2018، غادر قداح إلى الأردن، حيث أقام لعدة سنوات. ومع سقوط النظام السوري أواخر عام 2024، عاد إلى محافظة درعا، وانخرط في مبادرات مدنية وإنسانية، من بينها نشاطه ضمن حملة "أبشري حوران" التي تهتم بملفات المغيبين والعدالة الانتقالية.


دلالات الحادثة
محاولة الاغتيال التي استهدفت قداح تأتي في سياق أمني معقد تعيشه محافظة درعا، التي ما تزال تشهد حوادث اغتيال وتصفية تطال شخصيات محلية وناشطين. ورغم انتهاء العمليات العسكرية الكبرى، فإن الوضع الأمني في المحافظة لم يستقر بشكل كامل.


ورغم غياب أي إعلان رسمي عن الجهة التي تقف خلف محاولة الاغتيال، تبقى الاحتمالات مفتوحة أمام عدة أطراف. فبعض المتابعين يربطون الاستهداف بخلافات محلية أو ثأرية داخلية، فيما يرى آخرون أن جهات مسلّحة سابقة قد تكون لها حسابات قديمة مع القيادي السابق في "أحرار الشام". كما لا يُستبعد أن تكون أطراف استخباراتية أو مجموعات متشددة وراء العملية، في إطار مساعٍ لخلط الأوراق الأمنية ومنع أي استقرار في محافظة درعا.


مخاوف محلية
أثارت الحادثة قلقاً واسعاً بين أهالي درعا، خاصة وأنها تعيد إلى الأذهان سنوات شهدت خلالها المحافظة عمليات اغتيال متكررة بحق ناشطين وقادة محليين. ويرى مراقبون أن استهداف شخصيات لها تاريخ في الحراك الثوري والعمل المدني قد ينعكس سلباً على جهود إعادة الاستقرار وإحياء النشاط المجتمعي في المنطقة.


وكانت محافظة درعا قد شهدت، أمس إطلاق حملة "أبشري حوران"، كإحدى المبادرات الأهلية الهادفة إلى تحويل قيم التعاون والعمل الجماعي إلى مشاريع ملموسة تخدم السكان في قطاعات أساسية مثل التعليم والصحة والمياه.


وتستمر المحافظة في مواجهة تداعيات الانتشار الواسع للسلاح العشوائي، وهو إرث خلفته مرحلة الفلتان الأمني خلال سنوات سيطرة النظام السابق وحتى سقوطه في 8 كانون الأول 2024.


ورغم انتشار قوى الأمن الداخلي في درعا، ما زالت حوادث الاستهداف متكررة، إذ تعرض عدد من عناصرها لمحاولات اغتيال، بالتوازي مع اندلاع اشتباكات متفرقة مع مجموعات مسلّحة مجهولة الهوية والانتماء.


وفي هذا السياق، تواصل الحكومة الجديدة جهودها لضبط الأوضاع عبر تفكيك الشبكات المسلّحة، وملاحقة المتورطين، إضافة إلى تنفيذ حملات تهدف إلى جمع السلاح غير المرخص وتقليص مظاهر الفوضى في المحافظة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1