في غزة، حيث الحصار مستمر والحرب تلقي بثقلها على الحياة اليومية، تواجه النساء المرضعات وأطفالهن أزمة غذائية حادة، ارتفاع حالات سوء التغذية لا يقتصر على نقص الطعام فحسب، بل ينجم عن تدهور الأوضاع الإنسانية، انقطاع الإمدادات، والحصار المشدد، ما يجعل الرضاعة الطبيعية صعبة أو مستحيلة في كثير من الحالات، ويضطر الأمهات لتقديم بدائل غير مناسبة، مثل العدس والخبز المذاب، لتغذية أطفالهن.
أمام هذا الواقع القاسي، تعاني آلاف النساء من فقدان حليبهن بسبب نقص الغذاء والتوتر النفسي، فيما يواجه الأطفال الرضع خطر الهزال وتأخر النمو. الأمهات لا يجدن سوى القليل من الحليب المجفف أو المكملات الغذائية النادرة، التي بالكاد تكفي لأيام قليلة. الطاقم الطبي في العيادات المحلية يشهد يوميًا حالات سوء التغذية الحاد، ويضطر لاستخدام محاليل غذائية جزئية كبدائل مؤقتة، وسط شح الأدوية الأساسية.
غدًا، مع بداية شهر سبتمبر/أيلول، تشير مؤشرات الأمم المتحدة إلى أن المجاعة ستطال مناطق جديدة، بما فيها دير البلح وخان يونس، ما يزيد من المخاطر على الأطفال دون سن الخامسة، وآلاف النساء الحوامل اللواتي يعانين نقص الغذاء.
كل يوم يمر يعني تحديًا جديدًا للبقاء، حيث يصبح العدس بالنسبة للأطفال الغذاء الوحيد القابل للهضم في غياب الرضاعة الطبيعية.
الأزمة توضح أن السياسات الإسرائيلية وقيود الحصار على إدخال المواد الغذائية الأساسية هي العامل الرئيس في تفاقم الوضع.
ارتفاع أسعار المكملات الغذائية وشحها يجعل توفير تغذية كافية للأطفال أمرًا شبه مستحيل، ويؤدي إلى فقدان الوزن، ضعف النمو، وتأخر المهارات الحركية لدى الرضع.
الأرقام الأخيرة تعكس حجم الكارثة: أكثر من 320 ألف طفل معرضون لسوء التغذية الحاد، بينهم آلاف في حالة