فيروس غامض يجتاح غزة.. الأطفال الأكثر تضرراً
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
تشهد غزة أزمة صحية وإنسانية غير مسبوقة وسط شلل المنظومة الصحية ونقص حاد في المستلزمات الطبية ما يزيد من معاناة السكان ويضاعف معدلات الوفيات بين الأطفال والرضع ومع انتشار فيروس غامض وأعراضه الخطيرة يواجه القطاع تحديات كبيرة تهدد حياة آلاف المدنيين.
أكد الدكتور "منير البرش"مدير عام وزارة الصحة في غزة أن المستشفيات والمراكز الطبية تمر بأسوأ مراحلها وفقد الأطباء القدرة على التشخيص نتيجة انعدام الإمكانات الأساسية وأوضح أن القطاع يواجه فيروساً مجهول المصدر ولا توجد مختبرات قادرة على تحديد طبيعة العدوى بدقة مضيفاً "فقدنا القدرة على التشخيص بفعل الاحتلال الذي حرمنا كل شيء".
وأظهرت التقارير الطبية ظهور أعراض جديدة على المرضى تشمل سخونة عالية وسعال شديد وصداع وقيء وإسهال وهو ما يمثل تهديداً إضافياً للسكان بعد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في غزة حيث سجلت 17 حالة وفاة بسوء التغذية خلال 48 ساعة أي حالة وفاة تقريباً كل ثلاث ساعات ويرجع سبب انتشار المرض إلى تدهور النظافة ومياه الشرب نتيجة تدمير البنية التحتية وتوقف محطات المياه إلى جانب نقص المستلزمات الطبية والدوائية التي تمنع تشخيص الحالات وعلاجها في الوقت المناسب بالإضافة إلى تجمع النازحين في أماكن مزدحمة ما يسهل انتشار العدوى بين الأطفال والبالغين.
في ظل هذه الظروف أوصى الأطباء بالالتزام بأبسط الإجراءات الوقائية قدر الإمكان مثل غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون أو المطهرات عند توفرها وتجنب تناول مياه غير معقمة أو طعام ملوث وعزل المصابين بالأعراض التنفسية أو الإسهالية عن بقية الأفراد والحفاظ على النظافة الشخصية والملابس النظيفة للحد من انتقال العدوى.
وأشار البرش إلى أن الأطفال هم الأكثر تضرراً حيث قضى 142 طفلاً بسبب الجوع بينهم 61 منذ إعلان الأمم المتحدة المجاعة ومن بينهم 9 أطفال حديثي الولادة بسبب نقص الحليب والأدوية وأضاف البرش : "الرضع يموتون في الحضانات لعدم توفر الحليب والدواء وأجساد الأطفال تحولت إلى هياكل عظمية"
تسلط هذه الأرقام الضوء على الحاجة الملحة لتدخل دولي فوري لتوفير الغذاء والمستلزمات الطبية وإعادة تشغيل البنية التحتية الصحية في غزة حمايةً لأرواح المدنيين وبالأخص الأطفال في ظل استمرار الحصار والقيود المفروضة على القطاع.
