شهدت سوريا خلال شهر آب 2025 تصعيدًا لافتًا في نشاط قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على صعيد التحركات العسكرية والعمليات الأمنية التي استهدفت خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" في مختلف المناطق، بما في ذلك مناطق شمال وشرق البلاد والمناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية.
وشملت هذه التحركات تعزيز القواعد العسكرية التابعة للتحالف، إضافة إلى تنفيذ سلسلة من المداهمات والضربات الجوية، بما يعكس اتساع نطاق العمليات وكثافة الجهود لملاحقة عناصر التنظيم، مع التركيز على منع إعادة تشكّل الخلايا النائمة.
تعزيزات جوية
شهد شهر آب وصول 9 طائرات شحن عسكرية أمريكية إلى قواعد التحالف في شمال وشرق سوريا، تحمل معدات عسكرية متطورة وتجهيزات لوجستية، بهدف دعم القوات المنتشرة في المنطقة وتعزيز جاهزيتها القتالية.
في 13 آب، هبطت طائرتان في قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمال الحسكة، تحملان أسلحة وعتادًا عسكريًا، بمرافقة مروحيات لتأمين الهبوط.
في 17 آب، هبطت طائرة في قاعدة الشدادي بالريف الجنوبي للحسكة، محملة بشحنات لوجستية وعسكرية لدعم القاعدة.
في 20 آب، شهدت قاعدة خراب الجير هبوط طائرتين محملتين بمعدات عسكرية ولوجستية وعدد من الجنود لتعزيز قدرات التحالف.
في 25 و29 آب، واصلت طائرات التحالف هبوطها في القواعد لنقل الذخائر والأسلحة والمعدات، وسط استمرار التحركات الجوية المرافقة بالمروحيات.
تعزيزات برية
عزز التحالف حضوره البري في شمال وشرق سوريا عبر استقدام نحو 250 شاحنة محملة بمعدات عسكرية ولوجستية خلال آب، قادمة من إقليم كردستان العراق عبر معبر الوليد الحدودي.
في 4 آب، دخل رتل عسكري مكون من 38 شاحنة محملة بكتل إسمنتية وصهاريج وقود وصناديق مغلقة إلى قاعدة قسرك شمال الحسكة.
في 6 آب، واصلت التعزيزات العسكرية عبر ثلاث دفعات متتالية، شملت شاحنات محملة بالأسلحة والمصفحات والمعدات اللوجستية.
بين 11 و29 آب، دخلت دفعات جديدة إلى قواعد التحالف في خراب الجير وقسرك، تضمنت شاحنات تحمل صهاريج وقود وكتل إسمنتية وعربات عسكرية، لتعزيز الدعم اللوجستي والبنية التحتية.
تدريبات عسكرية
أجرت قوات التحالف بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية 14 تدريبًا عسكريًا خلال الشهر، شملت استخدام الذخيرة الحية والأسلحة الثقيلة، ومناورات محاكاة للهجمات الجوية باستخدام الطائرات المسيّرة.
في 2 و6 و10 آب، شملت التدريبات قواعد خراب الجير وقسرك والشدادي، تضمنت محاكاة الدفاع عن المواقع البرية والجوية، وإطلاق قنابل ضوئية لتحسين الرؤية الليلية والتنسيق الميداني.
بين 16 و28 آب، واصلت التدريبات المكثفة، بمشاركة الطيران الحربي وقوات خاصة، وركزت على رفع الجاهزية العسكرية وتعزيز التنسيق بين التحالف و"قسد" في سيناريوهات مشابهة للمعارك الحقيقية.
تحركات أمنية
تركز نشاط التحالف أيضًا على تعزيز الأمن في شمال وشرق سوريا، من خلال مراقبة وتوسيع قواعده وإجراء اجتماعات مع الوجهاء والعشائر لمناقشة مستقبل المناطق الواقعة تحت سيطرة "قسد".
في 17 آب، عقد وفد التحالف اجتماعًا موسعًا مع شيوخ العشائر والمجتمع المدني في الرقة لمناقشة الأمن المحلي ومنع أي محاولة لعودة حكومة دمشق إلى المدينة.
في 19 آب، تجولت دورية عسكرية للتحالف في ريف دير الزور، ترافقها مروحيات، لتأمين المواقع النفطية والغازية وفرض السيطرة الأمنية بعد الانسحاب التدريجي من المنطقة.
عمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"
نفذ التحالف خلال آب 5 عمليات أمنية رئيسية ضد خلايا التنظيم، أسفرت عن اعتقال 10 عناصر، بينهم قيادي بارز، وتوزعت العمليات بين دير الزور والحسكة:
6 آب: اعتقال قيادي بارز في الحسكة ضمن وحدة بحث التنظيم.
7 آب: اعتقال عنصرين مرتبطين بخلايا نقل وتوزيع الأسلحة في دير الزور.
11 آب: اعتقال عنصرين في بلدة الهول بإدارة الموارد المالية واللوجستية للتنظيم.
30 آب: عمليتان متزامنتان في ريف دير الزور، اعتقلتا ثلاثة مسؤولين عن عمليات تفخيخ وشخصين آخرين مشتبه بهم.
عمليات في مناطق حكومة دمشق
نفذ التحالف عملية إنزال جوي واحدة في مناطق تحت سيطرة حكومة دمشق:
20 آب: عملية إنزال في مخيمات أطمة شمال إدلب ضد قيادي بارز يُعرف باسم "أبو حفص القرشي"، من الجنسية العراقية، مسؤل عن تجنيد المقاتلين الأجانب وتسهيل تحركاتهم.
تمت العملية بواسطة عدة مروحيات وقوات خاصة، مع فرض طوق أمني حول الموقع المستهدف، وسط إجراءات أمنية مشددة على السكان، وتم اعتقال القيادي، مع إخراج جثة من الموقع بعد انتهاء العملية.