إلى أين تقود إسرائيل بتوسيعها دائرة الحرب نحو اليمن؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.31 - 03:47
Facebook Share
طباعة

أثارت تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي "إيلي كوهين"، الأحد، جدلاً واسعاً بعدما أعلن أن اليمن بات في "مرمى الاستهداف"، مؤكداً أن الحكومة الإسرائيلية تتبع "سياسة ممنهجة" تقوم على ضرب البنى التحتية واغتيال قادة الحوثيين.
اللافت أن الوزير لم يكتف بذكر الحوثيين، بل أضاف قائلاً: "ليس الحوثيون وحدهم، بل قادة حماس أيضاً، حتى أولئك الذين يقيمون في دول ما وراء البحار، هم أموات."

هذا التصعيد الكلامي لم يأتِ من فراغ، وانما جاء بعد أيام من غارة إسرائيلية على العاصمة اليمنية صنعاء، قالت جماعة الحوثي إنها أدت إلى مقتل رئيس حكومتها أحمد غالب الرهوي وعدد من وزرائه.
ومع ذلك، يبقى ما وراء هذه التصريحات هو الأهم: هل تحاول إسرائيل بالفعل توسيع دائرة الحرب من غزة إلى ساحات أخرى كاليمن؟

منذ بداية حرب غزة في أكتوبر 2023، ركزت إسرائيل على تصفية قيادات ميدانية وسياسية تابعة لحماس والجهاد الإسلامي في القطاع.
لكن الجديد الآن هو نقل هذه السياسة إلى "ساحات خارجية" عبر ضرب قيادات حوثية في اليمن، ما يفتح الباب أمام نمط جديد من العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة. فحديث كوهين عن "سياسة ممنهجة" يوحي بأنها ليست ضربة عابرة، بل جزء من رؤية أوسع لتحييد خصوم تل أبيب في محاور متعددة.

تزامن الإعلان مع نقل اجتماعات الحكومة الإسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" إلى مقار بديلة سرية، في مؤشر على قلق حقيقي من رد انتقامي من الحوثيين الذين كثفوا هجماتهم على إسرائيل بصواريخ ومسيرات خلال الأشهر الماضية. هذه الإجراءات الأمنية تكشف أن التصعيد الإسرائيلي لم يكن بلا حسابات، وأن احتمالية فتح جبهة جديدة مع اليمن واردة بقوة.

بالتوازي مع تهديد الحوثيين، ربط كوهين تصريحاته بمسألة القضية الفلسطينية، حيث جدد رفض حكومته لأي حديث عن دولة فلسطينية، ولوّح بفرض السيادة الإسرائيلية على كامل الضفة الغربية المحتلة وبذلك، يجمع الموقف الرسمي بين توسيع الاستهداف الخارجي وتكريس الضم الداخلي، أي ضرب الخصوم الإقليميين مع فرض وقائع جديدة على الأرض الفلسطينية.

يمكن قراءة تصريحات الوزير الإسرائيلي على أنها جزء من خطاب موجه لعدة أطراف. للداخل الإسرائيلي، يراد بها تعزيز صورة الحكومة كحامية للأمن القومي، والقادرة على ضرب أعدائها أينما كانوا. وللخارج الإقليمي، هي رسالة ردع للحوثيين، مفادها أن تل أبيب مستعدة لتوسيع نطاق الحرب، أما على الصعيد الدولي، فهي تعكس موقفاً متشدداً أمام المجتمع الدولي الذي يستعد بعض أطرافه للاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة.

بهذا الخطاب، تحاول تل أبيب إعادة رسم خريطة المواجهة: من حرب على غزة، إلى صراع يمتد لليمن وربما جبهات أخرى، ومن صراع عسكري مباشر، إلى سياسة ضم واستيطان في الضفة.
والنتيجة المتوقعة هي تعقيد المشهد الإقليمي وزيادة احتمالات توسع الحرب إلى ساحات جديدة، بما يهدد الاستقرار الهش في المنطقة.

في المحصلة، قد يكون كلام كوهين تعبيراً عن سياسة إسرائيلية آخذة في التشكل، أو مجرد خطاب دعائي يراد به الضغط والردع.
لكن المؤكد أن ربط استهداف الحوثيين بتصفية قادة حماس ورفض الدولة الفلسطينية، يوضح أن معركة تل أبيب لم تعد مقتصرة على غزة، بل تتجاوزها نحو مشروع سياسي وعسكري أكبر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7