لا يزال الغموض يحيط بمصير الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، المعروف باسم أبو عبيدة، بعد الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت شقة سكنية في حي الرمال بمدينة غزة.
مصادر فلسطينية أكدت لقناتي "العربية" و"الحدث" مقتله مع عدد من مرافقيه وأفراد عائلته، بينما لم يصدر أي إعلان رسمي من حماس حتى الآن.
شخصية بارزة في الحرب الإعلامية:
منذ ظهوره الأول عام 2006م معلناً عن عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط شرق رفح، ارتبط اسم أبو عبيدة بالحضور الإعلامي للقسام. احتفظ بملامح وجهه خلف لثام، ما أضفى على شخصيته بعداً غامضاً، استثمرته الحركة في حربها النفسية ضد إسرائيل. ومع هجوم السابع من أكتوبر 2023، تحولت خطاباته إلى رسائل يتابعها الملايين عبر قنوات "تلغرام"، ليصبح أيقونة لدى شرائح واسعة في العالم العربي والإسلامي.
استهداف متكرر:
تعرض أبو عبيدة لمحاولات اغتيال متكررة أعوام 2008 و2012 و2014، وصولاً إلى الحرب الحالية، قبل أن تؤكد مصادر فلسطينية مقتله في قصف استهدف عمارة سكنية وأسفر عن سقوط أكثر من عشرة ضحايا. في المقابل، اكتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالحديث عن "تقديرات عالية" بنجاح العملية، مع ترقب بيان رسمي من حماس.
نتنياهو يسخر من غياب البيان:
بعد مرور 24 ساعة على الغارة، علّق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بسخرية خلال اجتماع حكومي قائلاً: "يبدو أنه لا يوجد أحد في حماس ليعلق على الحدث"، في إشارة إلى تأخر إعلان الحركة حول مصير المتحدث باسم جناحها العسكري.
هذا الاجتماع، إضافة إلى اجتماع "الكابينيت"، عُقدا في مقر بديل آمن، في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية عقب سلسلة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في غزة واليمن.
دلالات الغياب المحتمل:
يرى مراقبون أن غياب أبو عبيدة – إذا تأكد – سيُعد ضربة معنوية بالغة لحماس، نظراً لدوره المحوري في المعركة الإعلامية، حيث وُصف بأنه "الصندوق الأسود" للحرب النفسية. لكن في المقابل، تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن الحركة أعدت له خلفاء مدربين، وهو ما قد يخفف من أثر غيابه على بنية القسام الدعائية.