توغلات إسرائيلية خلال الأسبوع تثير الذعر في القنيطرة

2025.08.30 - 01:32
Facebook Share
طباعة

 شهدت مناطق جنوب سوريا، وبالأخص ريف القنيطرة، موجة توغلات واعتداءات إسرائيلية متواصلة خلال الأيام الأخيرة، وسط ادعاءات إسرائيلية بحماية أمنها. هذه التحركات، التي ترافقت مع مداهمات، اعتقالات، واستهدافات جوية، أثارت مخاوف واسعة لدى السكان المحليين وأكدت استمرار انتهاكات إسرائيلية متكررة للأراضي السورية.


وتوغلت قوات إسرائيلية مساء الجمعة 29 آب في ريف القنيطرة الجنوبي، في عملية متكررة خلال اليومين الأخيرين، بزعم حماية أمنها. وجاء هذا التوغل بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اعتقال عدد من الأشخاص، الذين وصفهم بـ”مشتبه بهم بالترويج لنشاط إرهابي” ضد قواته في جنوب سوريا.


وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت في قرية العشة، وقامت بتفتيش عدد من منازل المواطنين. وأوضحت أن القوة الإسرائيلية، المؤلفة من نحو 30 آلية، نفذت عمليات تفتيش دقيقة للمنازل، وصادرت مبالغ مالية من بعض المنازل خلال التفتيش، قبل أن تنسحب لاحقاً إلى داخل الجولان المحتل بعد عدة ساعات من العملية.


عمليات ميدانية واسعة
في 22 آب، توغلت دوريات إسرائيلية في قريتي العشة والأصبح، ونصبت حواجز مؤقتة، وداهمت المنازل، واعتقلت مدنيين من ريف القنيطرة ودرعا، فيما أجرى جنود الاحتلال تفتيشاً دقيقاً للهوية للمارة. في اليوم التالي، كثّفت القوات الإسرائيلية عملياتها، إذ نصبت نقاطاً عسكرية جديدة، وداهمت منازل في بلدة العجرف، وتوغلت مؤقتاً في منحدرات جبل الشيخ، مما أثار حالة من الرعب لدى السكان المدنيين.


القصف والاعتقالات المتزامنة
في 24 و25 آب، واصلت القوات توغلاتها المزدوجة بين بلدتي بريقة وبئر عجم، وأقامت حواجز لتفتيش المدنيين، وأطلقت النار على بعض المارة، ما أدى إلى حالة ذعر عامة. كما تمركزت قوات الاحتلال على تل لباط بمحاذاة بلدة بيت جن بريف دمشق، واستهدفت المدنيين دون مبرر، بينما وزعت مساعدات غذائية رفضها الأهالي وأحرقوها احتجاجاً على العدوان.


تصعيد جوّي وبري
في 26 و27 آب، شنت القوات الإسرائيلية قصفاً جوياً على مناطق الكسوة وجبل المانع وقرى دير علي والحرجلة والمطلة، ما أسفر عن مقتل ستة عناصر من وزارة الدفاع السورية بينهم قيادي، ومسعفين، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. بالتوازي، نفذت عمليات إنزال مظلي على ارتفاع منخفض في الكسوة لتفتيش المواقع المستهدفة، في حين رُصد تحليق مكثف للطائرات المسيرة والمروحيات، ما عرقل حركة المدنيين والمساعدات الإنسانية.


سلسلة انتهاكات متكررة
في 28 آب، توغلت القوات الإسرائيلية داخل أحياء قرى رويحينة والصمدانية الشرقية، واعتقلت شباناً واقتادتهم إلى جهات مجهولة، وسط استمرار عمليات التفتيش والتطويق باستخدام سيارات ودبابات، ما أدى إلى حالة خوف شديدة بين السكان. هذه السلسلة المتواصلة من الانتهاكات تشكل نموذجاً واضحاً لاستمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية، رغم كل القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي تدين مثل هذه الاعتداءات.


أثر على السكان المحليين
تسببت التوغلات والاعتداءات في خلق جو من الرعب والخوف بين الأهالي، الذين عبّروا عن رفضهم القاطع لأي محاولات إسرائيلية للتقارب من خلال القوة العسكرية أو تقديم مساعدات غذائية، معتبرين أن هذه التحركات تهدف إلى فرض السيطرة وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة. ووفق شهادات السكان، فإن استمرار هذه السياسات يزيد من شعورهم بانعدام الأمن ويهدد حياتهم اليومية، بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في توسيع وجوده العسكري في مواقع استراتيجية تطل على طرق حيوية ومناطق حساسة، بما فيها ممرات تربط دمشق بمحيط الجنوب السوري.


انتقاد العدوان الإسرائيلي
التحركات الإسرائيلية الأخيرة تمثل تصعيداً خطيراً للسيادة السورية وتحدياً صريحاً للقوانين الدولية، إذ تنتهك الأراضي السورية بشكل متكرر، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية العسكرية والمدنية على حد سواء.


تؤكد هذه الأحداث أن جنوب سوريا، وبالأخص ريف القنيطرة وريف دمشق، يعيش تحت تهديد دائم من التوغلات الإسرائيلية، في وقت تزداد الحاجة إلى تعزيز الوعي الدولي والدبلوماسية الفاعلة لحماية المدنيين والحفاظ على السيادة الوطنية. استمرار هذه السياسات العدوانية يسلط الضوء على دور الاحتلال الإسرائيلي في زعزعة الاستقرار وتهديد الأمن الإقليمي، ويؤكد على ضرورة وقف الانتهاكات فوراً.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4