تنظيم “الدولة” يعلن حرباً ضد الحكومة الجديدة

سامر الخطيب

2025.08.30 - 01:10
Facebook Share
طباعة

 
في تصعيد جديد، شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كلامياً حاداً ضد الحكومة السورية الجديدة والتحالف الدولي، عقب تنفيذ عمليات مشتركة استهدفت قياداته في منطقتي الباب وأطمة شمالي سوريا.


افتتاحية مثيرة للجدل
العدد الأخير من صحيفة التنظيم الأسبوعية تناول ما جرى في أطمة، حيث قُتل قيادي عراقي خلال عملية إنزال نفذتها قوات التحالف بدعم أمني سوري. ووصف التنظيم العملية بأنها "أشنع من مجازر الكيماوي"، واعتبرها "مجزرة الجولاني" في إشارة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع. ورأت افتتاحية الصحيفة أن ما يجري ليس سوى امتداد لنهج "الطواغيت" في محاربة الجماعات الجهادية، معتبرة أن الغرب "نجح في صناعة دكتاتور جديد من أصول جهادية" على حد وصفها.


كما هاجم التنظيم ما أسماه "صناعة الإرهاب"، قائلاً إن الدول الغربية ضخّت أموالاً وبرامج لتشويه صورة "الجهاد"، لكنه واجه ذلك بما يصفه بـ"الإرهاب العادل" الذي امتد إلى قارات عدة. وبرأي التنظيم، فإن فشل التحالف في إيقاف تمدده دفعه إلى خلق "طواغيت بخلفية جهادية" لمواجهته.


عمليتا الباب وأطمة
العمليات التي أشعلت غضب التنظيم بدأت في 20 آب، حين نفذت قوات التحالف الدولي إنزالاً جوياً مشتركاً مع القوات الحكومية السورية في بلدة أطمة بريف إدلب. العملية، التي استمرت قرابة ساعتين فجر ذلك اليوم، أسفرت عن مقتل قيادي بارز في التنظيم واعتقال خمسة آخرين، نُقلوا لاحقاً إلى مقار الأمن الداخلي.


قبلها بأسابيع، كانت مدينة الباب في ريف حلب الشرقي مسرحاً لعملية نوعية أمريكية استهدفت قيادات بارزة. الغارة الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية في 25 تموز، أسفرت عن مقتل ضياء زوبع مصلح الحرداني، أحد القادة البارزين، إضافة إلى اثنين من أبنائه المنتمين للتنظيم. وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن المجموعة كانت تشكّل تهديداً مباشراً لقواتها وللحكومة السورية.


المثير أن الغارة وقعت في منطقة مأهولة بالسكان، لكن القوات الأمريكية أوضحت أن ثلاث نساء وثلاثة أطفال كانوا داخل الموقع لم يُصب أي منهم بأذى. هذه العملية اعتُبرت باكورة التعاون المباشر بين التحالف والحكومة السورية الجديدة ضد التنظيم في حلب.


هجمات متزامنة في دير الزور
تبنى التنظيم ثلاث هجمات متفرقة ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). في 20 تموز، أطلق عناصره النار على أحد مقاتلي "قسد" في بلدة الجرذي. بعد أربعة أيام، استهدفوا قيادياً في البلدة نفسها، ثم اختطفوا عنصراً ثالثاً في 25 تموز واقتادوه إلى منطقة صحراوية، حيث جرى التحقيق معه قبل إعدامه ميدانياً.


"قسد" أكدت بدورها أن إحدى خلايا التنظيم استهدفت في 25 تموز سيارة عسكرية تابعة لها في قرية الزر بالريف الشرقي، ما أسفر عن مقتل عنصر وإصابة آخر. كما أعلنت أن خلايا أخرى استهدفت نقاطاً عسكرية في ذيبان والشحيل، وأحدثت إصابات متفاوتة بين مقاتليها، قبل أن يفر المنفذون.


تؤكد "قسد" أن التنظيم يستغل حالة الفوضى العامة في سوريا لإعادة تنظيم صفوفه، والقيام بعمليات متفرقة تهدف إلى زعزعة الأمن وتهديد المدنيين. وتعتبر أن الهجمات الأخيرة تأتي في سياق استراتيجية أوسع يسعى التنظيم من خلالها إلى إثبات حضوره بعد الضربات المتلاحقة التي تلقاها.


في المقابل، شددت "قسد" على أنها مستمرة في ملاحقة خلاياه في ريف دير الزور، ولن تسمح له بإعادة بناء قوته، متعهدة بتكثيف عملياتها الأمنية والعسكرية لمنع أي محاولة للتمدد من جديد.


الهجمات المتبادلة والعمليات المشتركة ضد قيادات التنظيم تكشف عن مرحلة جديدة من الصراع في سوريا، حيث تتداخل أدوار الحكومة والتحالف الدولي و"قسد" في مواجهة عدو مشترك. لكن تصريحات التنظيم تطرح تساؤلات حول مدى قدرته على استعادة زمام المبادرة، في وقت يبدو فيه مصمماً على استخدام كل فرصة لإثبات أنه ما زال حاضراً في المشهد السوري.


وبين عمليات الإنزال، واغتيالات القيادات، والهجمات المتنقلة في دير الزور، تبقى الصورة مفتوحة على احتمالات تصعيد أكبر، مع دخول الحرب ضد التنظيم في منعطف جديد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3