غزة بين سيف الاجتياح والجوع.. مأساة متصاعدة

2025.08.30 - 08:15
Facebook Share
طباعة

تتصاعد المعركة في غزة لتدخل مرحلة أكثر خطورة، بعدما أعلن الاحتلال عزمه وقف إسقاط المساعدات الجوية عن مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين، في وقت تواصل فيه قواته توجيه ضربات جوية على مدينة غزة وخان يونس، فيما يلوّح قادته بعملية برية واسعة تحت مسمى "عربات جِدعون الثانية". وبينما تتسع رقعة الكارثة الإنسانية إلى مستوى المجاعة، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجة انتقادات قانونية ودبلوماسية، في ظل إدانات أوروبية ودعوات لملاحقته قضائيًا.

 

الجيش الإسرائيلي وسّع ضرباته داخل مدينة غزة ومخيم النصيرات، وسط إعلان "المسيرة" عن سقوط ضحايا مدنيين. كما أكدت مصادر فلسطينية أن حماس تحتفظ بالرهائن في قلب مناطق القتال، ما يجعل أي هجوم بري تهديدًا مباشرًا لحياتهم. بالتوازي، أعلنت سلطات الاحتلال نيتها وقف المساعدات الجوية خلال أيام، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لدفع نحو نزوح جماعي يقدّر بـ800 ألف فلسطيني إلى الجنوب.


عزلة سياسية تتعمق

ردود الفعل الأوروبية لم تتأخر، إذ أدانت ست دول غربية من بينها إيرلندا وإسبانيا خطط إسرائيل للتموضع الدائم داخل غزة، معتبرة أن العملية الأخيرة لا تنسجم مع القانون الدولي ولا مع مبدأ حماية المدنيين. في المقابل، يحاول وزير الخارجية جدعون ساعار تصوير الصراع باعتباره "حربًا متعددة الجبهات"، في مسعى لتبرير التصعيد أمام الرأي العام الغربي.

القانون الدولي يطرق أبواب نتنياهو

المشهد ازداد تعقيدًا مع مطالبة منظمات حقوقية في أمريكا اللاتينية باعتقال نتنياهو إذا زار الأرجنتين، ما يعكس تزايد الجهود الحقوقية لعزل إسرائيل على الساحة الدولية، في وقت تتزامن فيه الدعوات مع مذكرات سابقة للجنائية الدولية بشأن جرائم الحرب في غزة.

 

إعلان المجاعة في مدينة غزة من قبل تصنيف IPC في 22 أغسطس وضع الاحتلال أمام اختبار أخلاقي وسياسي، إذ تتهمه منظمات إنسانية باستخدام التجويع كسلاح حرب. العملية المرتقبة "عربات جِدعون الثانية" ليست سوى امتداد لحملة أوسع بدأت في الشجاعية منذ أبريل، ولم تحقق أهدافها بإضعاف المقاومة أو تحرير الرهائن. كما أن الضربات الجوية الإسرائيلية في اليمن ضد الحوثيين تكشف انتقال الصراع إلى بعد إقليمي أخطر، يربط بين غزة وصنعاء، ويعكس تحالفًا يتسع ضد الاحتلال.

 


المعادلة اليوم واضحة: إسرائيل تدفع باتجاه حرب استنزاف طويلة، مستخدمة سلاح الحصار والتجويع، بينما يقابلها حراك دبلوماسي وقانوني يزداد زخمًا. وإذا مضت تل أبيب في اجتياح مدينة غزة منتصف سبتمبر كما تخطط، فإنها لن تواجه فقط مقاومة ميدانية شرسة، بل أيضًا عزلة دولية متصاعدة قد تجعل أي نصر عسكري مؤقت عبئًا سياسيًا طويل الأمد.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4