في مقابلة حديثة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي غيديون ساعر أن إسرائيل تخوض "حربًا متعددة الجبهات" على الصعيدين العسكري والسياسي. تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه العدوانات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وسط محاولات لتغطية الانقسامات الداخلية بالحرب على المدنيين. ما كشفه ساعر يعكس استمرار السياسات العدوانية لإسرائيل، مع السعي لتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز شرعنة الاحتلال دوليًا.
ساعر لم يخف أن إسرائيل تواجه تحديات على الجبهات المختلفة، لكنه تجاهل الحديث عن معاناة المدنيين الفلسطينيين من القصف والاعتقالات اليومية. إسرائيل تستخدم القوة العسكرية بشكل منهجي لتوسيع السيطرة، وهو ما يظهر استمرار مشروع الاحتلال القائم على الاستيطان والتهجير. العمليات العسكرية التي تُمارس باسم "الأمن" تستهدف بشكل رئيسي المدنيين والبنية التحتية الفلسطينية، مما يعكس نمطًا ممنهجًا من العنف السياسي والعسكري.
الخطاب السياسي لساعر يهدف إلى تلميع صورة الحكومة الإسرائيلية وإظهار وحدة الحكومة رغم الانقسامات الداخلية العميقة. العودة المفاجئة لساعر إلى الحكومة تأتي في وقت تواجه فيه تل أبيب ضغطًا شعبيًا داخليًا متزايدًا بسبب فشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية، ومحاولات نتنياهو لتطويق أي معارضة سياسية عبر تحويل الانتباه نحو الحرب ضد الفلسطينيين.
على الصعيد الدولي، تحرص إسرائيل على تعزيز تحالفاتها مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، بينما تمارس السياسة نفسها ضد الفلسطينيين دون اكتراث بالقوانين الدولية. تصريحات ساعر تظهر محاولة إسرائيل "شرعنة" الاحتلال عبر السياسة والدبلوماسية، محاولين تغطية الانتهاكات اليومية بحق المدنيين الفلسطينيين.
تصريحات ساعر تكشف عن استراتيجية إسرائيلية تعتمد على فرض واقع جديد على الأرض عبر التوسع العسكري، وخلق غطاء سياسي داخلي يضمن استمرارية حكومة نتنياهو في تنفيذ سياساتها. الاستراتيجية تشمل أيضًا السيطرة على الرواية الدولية من خلال الدبلوماسية وحشد الدعم الخارجي، ما يجعل أي انتقاد لسياسات الاحتلال هشًا أو محدود التأثير.
غيديون ساعر غادر الحكومة سابقًا نتيجة خلافات حول أولويات السياسات الداخلية والخارجية، لكنه عاد في ظل تصاعد العدوان على غزة والضفة الغربية. عودته تُظهر رغبة إسرائيلية في توحيد الصفوف الداخلية لاستمرار مشروع الاحتلال، مع تجاهل كامل لحقوق الفلسطينيين وحياة المدنيين.
تصريحات غيديون ساعر تؤكد أن إسرائيل لا تواجه تحديات فقط، بل هي الفاعل الرئيس في صناعة الأزمات في الأراضي الفلسطينية. خطاب الحكومة الإسرائيلية يحاول تلميع صورة الاحتلال وتبرير العدوان، بينما المدنيون الفلسطينيون يدفعون ثمن السياسات العدوانية.